رغم التطور الكبير في الهواتف الذكية من حيث المعالج والشاشة والقدرات التصويرية، يبقى نفاد البطارية السريع مشكلة تؤرق المستخدمين، وغالباً ما لا يتعلق الأمر بحجم البطارية أو عمر الجهاز، بل بعوامل خفية تستنزف الطاقة حتى دون استخدام فعلي للهاتف.

أول هذه العوامل الشاشات عالية الدقة ومعدلات التحديث المرتفعة مثل 90Hz و120Hz، التي تمنح سلاسة في الاستخدام لكنها تستهلك طاقة مضاعفة مقارنة بالشاشات التقليدية. يضاف إلى ذلك عمل عشرات التطبيقات في الخلفية مثل واتساب وفيسبوك وخرائط جوجل، والتي تستمر في تحديث بياناتها حتى عند إغلاق الشاشة.

كما يسهم تشغيل خدمات GPS والبلوتوث والواي فاي باستمرار في استنزاف البطارية، خصوصاً في المناطق ضعيفة الشبكة حيث يبذل الهاتف جهداً أكبر للاتصال. ولا تقل الحرارة ضرراً، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في الصيف إلى تدهور كفاءة البطارية الكيميائية، خاصة عند تعريض الهاتف للشمس أو تركه في سيارة مغلقة.

أما أنظمة الذكاء الاصطناعي المدمجة في الكاميرا والمساعدات الصوتية والتطبيقات، فتستهلك طاقة المعالج والبطارية بشكل مستمر أثناء تحليل البيانات في الخلفية.

ولتقليل هذا الاستنزاف، ينصح الخبراء بإغلاق التطبيقات غير المستخدمة من الإعدادات، وخفض معدل تحديث الشاشة إلى 60Hz، وإيقاف تشغيل الموقع والبلوتوث عند عدم الحاجة، وتفعيل الوضع الليلي، إضافة إلى تجنب استخدام الهاتف أثناء الشحن أو تعريضه للحرارة المباشرة.