رفضت الحكومة الألمانية الخطط الإسرائيلية لبناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، قائلة إن هذه الخطوة تنتهك القانون الدولي وتعقد جهود التوصل إلى حلّ الدولتين عن طريق التفاوض.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين: "إن بناء المستوطنات ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة". وأضاف: "إنه يعقّد حلّ الدولتين عن طريق التفاوض وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، كما طالبت بذلك محكمة العدل الدولية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "تدعو الحكومة الألمانية الحكومة الإسرائيلية إلى وقف بناء المستوطنات ولن تعترف بالتغييرات على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 إلا إذا تم الاتفاق عليها من قبل أطراف النزاع". وأضاف "ترفض الحكومة الألمانية بشكل واضح أي خطط ضم من قبل الحكومة الإسرائيلية".
ومن جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك من أن هذا المشروع "إذا ترجم في شكل ملموس، فإنه سيضع حداً لأفق حل الدولتين وسيعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها".
بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان إن "قرار السلطات الإسرائيلية المضي قدماً في مشروع (إي1) الاستيطاني يشكل تقويضاً إضافياً لحل الدولتين وانتهاكاً للقانون الدولي"، مضيفة أن "الاتحاد الأوروبي يحض اسرائيل على التراجع عن هذا القرار ويشير إلى تداعياته الواسعة النطاق".
سموتريتش: هذا هو ردنا على من يريد الاعتراف بدولة فلسطينية
وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش قد أعلن يوم الخميس (14 آب/أغسطس 2025) عن خطط لبناء ما يقرب من 3400 وحدة سكنية إضافية للمستوطنين الإسرائيليين في منطقة (إي1) بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم. وتعتبر منطقة إي1 واحدة من أكثر النقاط حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال سموتريتش "من يريدون اليوم الاعتراف بدولة فلسطينية سيتلقون ردّنا على الأرض (...) عبر أفعال ملموسة: منازل، أحياء، طرق وعائلات يهودية تبني حياتها". وأضاف "في هذا اليوم المهم، أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)، والتخلي نهائياً عن فكرة تقسيم البلاد، وضمان أنه بحلول أيلول/سبتمبر لن يكون أمام القادة الأوروبيين المنافقين ما يمكنهم الاعتراف به". وتابع "إذا اعترفتم بدولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر، فسيكون ردّنا تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع أجزاء يهودا والسامرة، ولن يبقى أمامكم أي شيء لتتصوروه".
ويعني الموقع الاستراتيجي لمنطقة (إي1) بين القدس الشرقية ومعاليه أدوميم أن البناء هناك سيقسم الضفة الغربية فعلياً إلى قسمين شمالي وجنوبي، مما يجعل وجود إقليم متصل لدولة فلسطينية مستقبلية أكثر صعوبة بشكل كبير، إن لم يكن مستحيلاً.
وقال سموتريتش أيضاً إن بلاده ستضم الضفة الغربية المحتلة إذا اعترف المجتمع الدولي رسمياً بدولة فلسطين الشهر المقبل.
وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية في عام 1967، حيث يعيش الآن أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي بين ما يقرب من 3 ملايين فلسطيني.
ووفقاً للقانون الدولي، فإن المستوطنات غير قانونية. ويطالب الفلسطينيون بهذه المناطق لإقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشرقية.
0 تعليق