أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “المقاومة لن تسلّم سلاحها طالما أن الاحتلال قائم والعدوان مستمر”، وقال: “سنخوض هذه المعركة الكربلائية في مواجهة المشروع الأميركي-الإسرائيلي، ونحن واثقون بالنصر”، وتابع: “نحمّل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عن أي فتنة قد تحصل، فنحن لا نريدها، لكن هناك من يعمل لها”.
وفي كلمة له الجمعة خلال إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) في ختام المسيرة التي نُظّمت في بعلبك، قال الشيخ قاسم: “تتحمل الحكومة مسؤولية تخليها عن واجبها في الدفاع عن لبنان وأراضيه، ولستم معذورين إذا اتخذتم مثل هذه القرارات بشأن سلاح المقاومة”، وأضاف “دافعوا عن لبنان، ولنكن معاً في بناء البلد، لأنه لا يُبنى بمكوّن دون آخر. هذا وطننا جميعاً، ونبني سيادته معاً، وإلا فلا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر”، موضحاً: “إما أن يبقى لبنان ونبقى معاً، أو على الدنيا السلام”.
وأشار إلى أن “قرار الحكومة في 5 آب يُجرّد لبنان والمقاومة وشعبها من السلاح الدفاعي أثناء العدوان”، مضيفًا: “هذا القرار يعني تسهيل قتل المقاومين وأهاليهم وطردهم من بيوتهم”، وتابع: “كان الأجدى بالحكومة أن تطرد إسرائيل أولاً، وأن تحصر السلاح بمنع وجود السلاح الإسرائيلي على الأرض، لكن هذه الحكومة تنفذ قراراً أميركياً وتخدم المشروع الإسرائيلي، سواء علمت بذلك أو لم تعلم”، متسائلًا: “هل سرّكم أن يشيد بكم نتنياهو؟ لاحظوا الفرح والتصريحات الإسرائيلية!”.
وتابع الشيخ قاسم: “سبق أن قلنا لكم: أخرجوا إسرائيل، ولكم منّا كل التسهيلات لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني والدفاعي”، مشيراً إلى أن “حجة من أصدر القرار أنهم يتعرضون لضغوط خارجية”، وسأل: “إذا جاءك مهاجم وخيّرك بين أن يقتل ولدك أو أن تقتله، ماذا تفعل؟ ولو عرض عليك أموال الدنيا مقابل قتل ولدك، هل توافق؟ هذا موقف نبيل. لكن أنتم تريدون قتل أبنائكم! عجيب أمركم! أقول لكم: لا تخافوا، ولا تعيشوا تحت التهويل. أنتم تحافظون على أنفسكم لا على البلد”.
وسأل الشيخ قاسم “هل يبقى لبنان إذا اعتدى بعض الشركاء على بعضهم الآخر؟ لن يبقى لبنان بعد ذلك”، وأضاف: “إذا كنتم عاجزين، فاتركوا مواجهة العدو لنا، ولا نطلب منكم التصدي، فقط اجلسوا جانبًا، وكما فشلت حروب إسرائيل سابقًا ستفشل اليوم. قولوا لهم: لا نستطيع خوفًا على البلد، أو لا نريد لأننا نريد بناء وطننا”.
ودعا الشيخ قاسم الحكومة إلى “الاجتماع من أجل التخطيط لمواجهة العدوان وبناء الوطن، لا للخضوع للمتغول الأميركي الإسرائيلي”، متسائلًا: “هل سمعتم رئيس أركان العدو الإسرائيلي يجول في الجنوب المحتل ويبارك لجنوده ويعدهم بالمزيد من الاحتلال؟ هل سمعتم نتنياهو يقول إنه يريد إسرائيل الكبرى؟”، وتابع: “نتمنى من بعض الدول العربية أن تصمت بدل دعم العدو لضرب المقاومين”.
وأضاف الشيخ قاسم “الحكومة اتخذت قرارًا خطيرًا جدًا، خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، أي الدستور، الذي ينص على أنه لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك”، لافتًا إلى أن “البيان الوزاري تحدّث عن استراتيجية دفاعية، فأين هذه الاستراتيجية؟ أنتم تريدون نزع الشرعية عن سلاح المقاومة؟ لا يمكنكم ذلك، لأن المقاومة أخذت شرعيتها من اتفاق الطائف والدستور والدماء، لا منكم”.
وأكد الشيخ قاسم أن “المقاومة لا تأخذ الشرعية من الحكومة، ولا يجوز جرّ الجيش إلى فتنة داخلية، فالجيش سجله ناصع وقيادته لا تريد الدخول في هذا الأمر”.
وقال الشيخ قاسم “البعض يسأل لماذا لم ننزل إلى الشارع بعد قرار الحكومة، حتى السفارة الأميركية مستغربة من ذلك! لقد اتفق حزب الله وحركة أمل على تأجيل النزول إلى الشارع، على قاعدة أنه ما زالت هناك فرصة للنقاش أو إجراء تعديلات، لكن إذا فرضت المواجهة فنحن لها ومستعدون. ووقتها، قد تنزل التظاهرات إلى الشارع أو إلى السفارة الأميركية، أو غير ذلك، ولكل حادث حديث”، وأضاف: “لقد كان هناك قرار بالاستمرار في الحكومة لمحاولة إعادتهم إلى الصواب”.
وقال الشيخ قاسم “المقاومة هي شرف وعزّة ووطنية وسيادة، وهي تُقدِّم الشهادة ولا تحتاج إلى شهادة رسمية من أحد. المقاومة عطاءات، وكل مقاومة، سواء كانت إسلامية أو منتمية إلى أي جهة، هي التي حرّرت الأرض جنوبًا سنة 2000، وشرقًا سنة 2017، بمساندة الجيش اللبناني الذي تصدّى لتلك المعركة. هي التي حرّرت خيار لبنان السيادي المستقل”.
وتابع الشيخ قاسم “لا يمكن الحديث عن سيادة لبنانية إلا إذا كانت مشفوعة بالمقاومة الأبيّة. المقاومة منعت قيام المستوطنات عبر جيش لحد، وعطّلت قدرة إسرائيل على فرض خياراتها، ومنعت التوطين الفلسطيني، وشكّلت دعامة لقوة لبنان في وجه التحدّيات. إنها إنجازات مشرفة”، وأضاف: “يجب أن نسأل الذين لم يقاوموا: أين أنتم من الاحتلال والسيادة؟ أما المقاومة، فهي نور وضّاء يسطع على الجميع”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنه “في تشرين الثاني 2024، عقدت الدولة اتفاق وقف إطلاق النار، واستنادًا إليه، تولّت الدولة حماية الوطن والمواطنين. وقد أعانت المقاومة الدولة في تنفيذ الاتفاق وتسهيل انتشار الجيش في الجنوب، ومنذ توقيع الاتفاق ونحن مستهدفون، ومع ذلك صبرنا وتحملنا دعماً للدولة ونهضة لبنان”.
وأضاف الشيخ قاسم “إذا أردنا معرفة موقع المقاومة في قلوب الشعب اللبناني، فيمكننا الاستناد إلى استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الاستشاري للدراسات، والذي أظهر أن غالبية اللبنانيين يؤيدون المقاومة واستمراريتها”.
يتبع…
المصدر: قناة المنار
0 تعليق