نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«عفوا.. الجرعة غير كافية», اليوم الأحد 15 يونيو 2025 04:27 مساءً
واقعة استشهاد الأستاذ الجامعي المقيد بجامعة الأزهر وعضو مرصد الأزهر، لابد أن يلفت الانتباه ويجعلنا جميعا كمجتمع نقف وقفة حازمة فانتشار العصبية والغضب المبالغ فيه في الآونة الأخيرة الذي يؤدي نتيجته للإعتداء على الاشخاص أو اصابتهم فضلا عن قتلهم غدرًا لهو نذير شؤم وجرس إنذار لاسيما وأن صاحب الواقعة عضوا بلجنة المصالحات والتي تلخصت مهمتها الكبرى في الإصلاح بين الناس في مثل هذه المواقف الحرجة..!
الراحل كان استاذا جامعيا قديرا له طلابه ومحبيه تمتع طوال رحلته العلمية بأخلاق العلم والعلماء كما وصف الله أمثاله بقوله جل وعلا : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فتستطيع أن تقول عنه أنه «نواة عالم» فقد وصفت أبحاثه العلمية بالتميز طوال عمله بكلية التربية كما شهد له كل من عَرِفه من أهل الإختصاص داخل الأزهر أو خارجه بهذا الفضل وهذه المكانة.
فحالة الحزن والإنكسار التي خلفها استشهاد الدكتور الفاضل محمد عبد الحليم بين الجامعيين والتربويين وطلبة العلم في مرحلة الدراسات العليا لا تزال قائمة حتى الآن، فلو سعى المتخصصون بخطوات ثابتة وعلمية للدراسة والمقارنة بين هذه الواقعة المؤلمة ـ ليست مؤلمة فقط على مستوى التدريس وإنما على مستوى المجتمع بأكمله ـ وبين واقعة مقتل صاحب محل الذهب برشيد الذي قتل غدرا منذ أيام قلائل وانتشر فيديو مقتله على السوشيال ميديا لتبين لهم أن الأمرجلل و يحتاج لوقفة حازمة وصارمة ضد هذه التصرفات والعمل الجاد لمنع تكرارها .
ومما مَنّ الله به عليّ الفترة السابقة محاورتي للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الذي لا يدخر جهدا في الرقي بأحوال الأئمة والواعظين وأهل الله في كل مكان وإعمار بيوت الله إعماراً ظاهريا وجوهرياً يليق بتدينه ورسوخه في العلم.
وقد لاحظت خلال حواري مع أ.د. أسامة الأزهري «حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه» _ أن الوزارة تعد من الوزارات «الجماهيرية» فتفاعلها مع الجمهور سمة أساسية في رسالتها، ويظهر ذلك جليا في الدور الريادي الذي يميزها "من أول خطيب الجمعة واختياره لموضوعه اللائق بواقع بيئته مرورا بدورات التحفيظ الصيفية والتعامل المباشر مع أولياء الأمور والطلاب والأطفال من مختلف الأعمار ومبادرات التوعية وانشطة القوافل في كآفة المحافظات وغيرها".
فجهود الوزارة المضيئة لاتخفى على أحد منا خاصة في مجال التعاملات أو العلاقات الانسانية وتنمية الوعي بالأخلاق الطيبة وضرورة التحلي بمكارم الصفات وزيادة الوعي المجتمعي من خلال نشر الوعاظ والواعظات بين المحافظات المختلفة لاحتواء مثل هذه الصراعات و اطفاء نيران الغضب بين العائلات أوالقبائل ومحو قطيعة الأرحام .
فإن المجتمع يحتاج لمزيد من البذل والعطاء بشتى الطرق العصرية والتفاعلية المبتكرة و التي تناسب جميع الفئات العمرية كلٌ بلغته التي يستحسنُها والوصول بمشكاة الهداية وقارب الخير والنفع لأكبر شريحة مجتمعية ليتحقق النجاح المنشود أو الهدف المرجو.
لكن مع هذا الواقع استطيع أن اقولها بكل صراحة «عفوا.. الجرعة غير كافية» .
0 تعليق