أعرب الدكتور "عبد الحق الصنايبي" عن استغرابه الشديد من البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية عقب زيارة وزير الخارجية والهجرة الدكتور "بدر عبد العاطي" إلى الرباط، والذي خلى تمامًا من أي إشارة لقضية الصحراء المغربية، في تجاهل وصفه بـ"غير البريء"، ومنافٍ لروح الأخوة والتضامن التي لطالما ميزت العلاقات المغربية المصرية.
وفي تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، عبّر الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية عن أسفه العميق لما وصفه بـ"البيان البارد والملغوم"، مشيرًا إلى أن الصيغة التي تحدث بها الوزير المصري كانت "عامة ومُعومة"، ولم تتضمن أي موقف واضح وصريح تجاه ملف الوحدة الترابية للمملكة، عكس المغرب الذي يبدي دائما دعما مباشرا وواضحا لقضية الأمن المائي المصري في أزمة سد النهضة، وهو دعم لم يتردد المغرب يومًا في إعلانه رغم ما قد يتسبب فيه من توتر في علاقات الرباط مع إثيوبيا.
كما تساءل "الصنايبي" باستغراب شديد عن السبب وراء هذا التجاهل، خاصة وأن المغرب استقبل الوزير المصري بحفاوة كبيرة، تُوّجت بعناق حار من طرف السيد "ناصر بوريطة" وزير الشؤون الخارجية، في مشهد يعكس عمق العلاقات الثنائية وصدق النوايا المغربية تجاه الأشقاء في مصر. واعتبر المتحدث ذاته أن هذا الاستقبال الدافئ لم يجد ما يقابله لدى الجانب المصري، لا من حيث مضمون البيان ولا في إشاراته الرمزية، بل جاء الرد، حسب تعبيره، "باردًا وغير ودّي".
إلى جانب ذلك، شكّك "الصنايبي" في مصداقية البيان المصري مقارنة مع ما نشرته وسائل الإعلام المغربية، والتي تحدثت عن أجواء إيجابية ومباحثات بناءة شملت كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وهو ما دفعه للتساؤل عن أيّ البيانين أقرب إلى الحقيقة: بيان الخارجية المصرية أم الرواية المغربية؟ مستنتجًا أن إسقاط ملف الصحراء من البيان لا يمكن أن يكون مجرد صدفة أو سهو دبلوماسي، بل هو خطوة محسوبة بعناية، لا تخلو من رسائل غير ودية.
ورغم إشادته بما جاء في البيان من حديث عن تطوير العلاقات الاقتصادية وتنشيط التعاون التجاري بين البلدين، ومواصلة متابعة نتائج منتدى الأعمال المصري المغربي، إلا أن الدكتور "الصنايبي" اعتبر أن هذه الجوانب لا يجب أن تكون بديلاً عن الوضوح السياسي والمواقف المبدئية، خصوصًا في القضايا المصيرية التي تمس السيادة والوحدة الوطنية.
وفي ختام تدوينته، وجه الصنايبي رسالة واضحة إلى وزارة الخارجية المصرية، مؤكدًا أن العلاقات المغربية المصرية ليست بحاجة إلى مجاملات بروتوكولية أو عبارات إنشائية، بل إلى مواقف شجاعة ومباشرة، لأن الوضوح هو عنوان الاحترام، أما الغموض فهو اختلال في ميزان الثقة، وقد يضر أكثر مما يفيد في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، تحتاج إلى تضامن صادق لا يعرف التردد ولا الحياد الرمادي.
0 تعليق