عبر رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقطع فيديو جديد نشره الليلة الماضية، عن أمله بأن يزف للاسرائيليين بشرى بشأن الأسرى خلال 48 ساعة.

وقال نتنياهو: "نحن نبذل قصارى جهدنا لهزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن في هذه العملية".

وعلق مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، على تصريحات نتنياهو- حسب القناة 13 العبرية- بالقول: "لا يوجد تقدم في المحادثات، والقصد هو أنه لا يمكن تحقيق انفراجة إلا إذا انضمت حماس إلى الموقف الإسرائيلي. كان رئيس الوزراء يعني أننا لن نتخلى عن إطلاق سراح رهائننا، وإذا لم نحقق ذلك على أمل أن نحقق ذلك في الأيام المقبلة، فسنحقق ذلك لاحقا. وحتى الآن، تواصل حماس التمسك برفضها".

وهاجمت عيناف تسينغوكر- والدة الأسير الإسرائيلي ماتان المحتجز في قطاع غزة- نتنياهو بسبب تصريحاته: "ما يفعله نتنياهو هنا هو إرهاب ضد العائلات. نتنياهو يسيء إلينا ليلا ونهارا بينما ماتان شيلي وحده في نفق مصاب بضمور عضلي. إنه حدث يكرر نفسه مرات عديدة لدرجة أنه ليس لدي طريقة أخرى لتفسيره بدافع الرغبة في الإساءة إلينا ".

ويأتي تصرح نتنياهو، بعد وقت قصير من موافقة إسرائيل على مقترح الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف الأسرى الموتى، وفق ما أعلنه ويتكوف اليوم لموقع "أكسيوس".

وفي المقابل، قال مسؤول فلسطيني مطّلع على مفاوضات حركة حماس، الإثنين، إن الحركة وافقت على مقترح قدمه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يتضمن اتفاقًا مرحليًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح المسؤول في تصريح لوكالة "رويترز"، أن "الوسطاء عرضوا خلال الأيام القليلة الماضية مقترحًا جديدًا يُعد تطويرًا لخارطة الطريق التي قدمها ويتكوف سابقًا، بهدف التوصل إلى تهدئة شاملة".

وبحسب المصدر، يشمل المقترح إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين، مقابل هدنة مدتها 70 يومًا، وانسحابًا جزئيًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

كما يتضمن الاتفاق الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم أصحاب أحكام عالية ومؤبدات.

وإثر ما أُثير من تضارب التصريحات؛ قال مصدر إسرائيلي: "كل جانب وافق على مقترح مختلف عن الآخر".

طالب كبار قادة الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي باتخاذ قرار بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، مؤكدين أن تعميق عمليات الجيش بغزة ستجعل وقف إطلاق النار صعبا.

وقال مصدر أمني للقناة ​​14 العبرية: "عُرض على المستوى السياسي سيناريو تعميق المناورة، ومن المستحيل التراجع عنه. إذا دخلنا في اتفاق فلن نتمكن من تحقيق الأهداف - القرار مطلوب الآن".

وفيما من المتوقع أن يوسع الجيش الإسرائيلي رقعة مناوراته في قطاع غزة بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، صرح مصدر أمني للقناة ​​14: "نحن مستعدون للدخول بكامل قوتنا. بدأنا بالفعل في بعض المناطق مناورة لم نشهدها في غزة منذ وقف إطلاق النار.. استعدادا للتقدم نحو المرحلة التالية، عُرض على المستوى السياسي سيناريو تعميق المناورة، وسيكون من المتأخر جدا التراجع عنه، وإذا دخلنا في صفقة، فلن نتمكن من تحقيق الأهداف التي حددها المستوى السياسي، ولذلك يجب اتخاذ قرار الآن".

وعلى المستوى الرسمي، يقول الجيش الإسرائيلي بحسب القناة: "سنعرف كيف نتعامل مع أي سيناريو شامل يتطلب وقف المناورة لصالح التوصل إلى اتفاق".

وذكرت وكالة "رويترز" اليوم الإثنين، عن مسؤول فلسطيني مقرب من حركة حماس، أن الحركة وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة

وكانت حماس قد تسلمت المقترح الجديد، الذي ينص على إطلاق سراح عشرة أسرى وهدنة لمدة 70 يوما، عبر وسطاء، وفق لما نقلته "رويترز".

وأكد المصدر أن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ حول هدنة طويلة الأمد ومتطلباتها، وتمكين لجنة الإسناد المجتمعي المستقلة لإدارة قطاع غزة.

وفي السياق ذاته ذكرت مصادر للجزيرة أن حماس والمبعوث الأمريكي ويتكوف يتوصلان في الدوحة لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم في غزة، مشيرًة إلى أن الصيغة تشمل وقفا لإطلاق النار 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين.

وأضافت المصادر في تصريحاتها لـ"الجزيرة"، أنه سيتم الإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق والإفراج عن 5 آخرين في اليوم الستين،

وأشارت المصادر أن ترامب يضمن حسب الاتفاق وقف إطلاق النار خلال 60 يوما وانسحابا إسرائيليا وفق اتفاق يناير الماضي، مؤكدًة أن الاتفاق ينص على رؤية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء 60 يوما مع ضمان الوسطاء تطبيق ذلك.

وفي سياق متصل أوضح ستيف ويتكوف لموقع أكسيوس الأمريكي، أن إسرائيل وافقت على المقترح الجديد، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى مفاوضات ذات مغزى لإيجاد مسار نحو وقف دائم لإطلاق النار.

وتابع: "وافقت على قيادة هذه المفاوضات وهناك صفقة على الطاولة وعلى حركة حماس أن تقبلها".

وتأتي التطورات بعد تصريحات صحفية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر اليوم، قال فيها: "نعتقد أن لدينا أخبارا سارة قادمة مع حركة حماس بشأن غزة".

وأضاف ترامب: "نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال" في غزة، مضيفًا: "تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن".

المخطط الذي تتولاه واشنطن، والمعروف بـ"مخطط ويتكوف"، يتجاوز فكرة التهدئة المؤقتة، حيث يسعى الأميركيون من خلالها إلى التوصل لاتفاق شامل ومتدرج، يبدأ بإطلاق سراح جزء من الأسرى، ويؤدي في النهاية إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس.

واشنطن -غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز

انتهى