بابتسامة الواثق، وبقلبٍ نابضٍ بالعطاء، ارتقى الشهيد السعيد محمد خليل خريس، الذي لم يكن ممرضًا فحسب، بل كان خادمًا أمينًا في ميدانٍ يجمع الرحمة بالولاء، والعناية بالبذل، والطبّ بالثبات الحسيني.
هو “ممرض السيد”، الذي وهب علمه وخبرته في سبيل نهج المقاومة، حتى كان له الشرف أن يُستشهد إلى جانب من أحب، ومن نذر نفسه في خدمته.
كان محمد مستعدًا دائمًا، حاضراً بروحه وجسده، يواكب الميدان كما يواكب نبض المريض، لا يترك موقعًا إلا ويترك فيه أثرًا من صدقه ووفائه. وفي حضرة سيد الشهداء، كانت أمانيه تسكن، وعند ضريحه كانت الروح تشتاق.
لم يكن ممرضًا عاديًا، بل كان أمينًا على الدماء، متيقنًا أن درب الحسين لا يُسلك إلا باليقين والدم والولاء.
في وداعه، حضرت الخيام بترابها وشجرها وشهدائها، عاد إليها محمد مزهوًا بأشرف وسام، وسام الشهادة والوفاء، مزينًا بتاج العز الذي لا يُنال إلا بدمٍ نقيّ ويدٍ ممدودة في ساحات الشرف.
لقد اختصر محمد سنوات الجهاد بموقف، ورسم بدمه خريطة الولاء. وعلى درب القدس، سيكون صدى بندقيته حيًّا، طالما أن أمثاله لا يموتون، بل يخلدهم الوطن، وتحفظهم السماء.
رحم الله الشهيد السعيد، الذي ما خان القسم، ولا تخلّى عن رسالته، بل مضى حيث تمضي القلوب المؤمنة: إلى الشهادة.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق