عززت البيانات الإيجابية لاحتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وتوصيف صندوق النقد للاقتصاد المصري بـ “الجيد” في أحدث تقاريره مشاعر المستثمرين نحو المخاطرة رغم استمرار الضبابية التي سببتها الحرب التجارية، وعمليات التحول في الاقتصاد العالمي.
انعكس الأداء على مؤشرات البورصة المصرية خلال جلسة اليوم الثلاثاء، ويرجح متعاملون مواصلة الصعود خلال جلسات نهاية الأسبوع.
ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري إلى 48.1 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تاريخي له، ويتزامن مع تحول واضح في صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي لتسجل فائضاً للمرة الأولى منذ يوليو الماضي، ما انعكس بوضوح على أسعار الصرف، ليحقق الجنيه مكاسب متتالية أمام الدولار.
تعزز المتغيرات الأخيرة توقعات انحسار التضخم بصورة أكبر، وبالتالي مواصلة البنك المركزي في خفض الفائدة، وتدفق الاستثمارات نتيجة استقرار سعر الصرف.
يعقوب: أرقام الاحتياطي التاريخية تبعث برسالة طمأنة لمسار الإصلاح
من جانبها، قالت رانيا يعقوب، العضو المنتدب لشركة “ثري واي” لتداول الأوراق المالية، إن ارتفاع الاحتياطي لأعلى مستوياته يمنح الثقة للمستثمرين، ويؤكد قدرة الاقتصاد المصري على جذب السيولة الأجنبية، إلى جانب خفض تكلفة التمويل وتعزيز النظرة الإيجابية للسوق المحلي.
وأشارت إلى أن استمرار النمو في الاحتياطي النقدي قد يعيد ضخ السيولة في الاقتصاد، سواء من خلال الاستثمار المباشر أو غير المباشر، لا سيما في أدوات الدين التي لا تزال تقدم عوائد جذابة رغم سياسة خفض الفائدة.
وأضافت أن التقييمات الإيجابية من وكالات التصنيف الدولية اسهمت في دعم المؤشرات الاقتصادية، وأن مصر تُعد من أكثر الأسواق استقرارًا في الوقت الحالي وسط الأوضاع العالمية المتقلبة.
وترجح الأخبار الإيجابية المحلية المتتالية مؤخراً إمكانية استفادة سوق المال ليعكس تحسنًا في الرؤية المستقبلية، بحسب “رانيا يعقوب”، والتي توقعت أن يختبر مؤشر EGX30 مستوى 34 ألف نقطة على المدى المتوسط، مع تركيز السيولة حاليًا على EGX70 بسبب نشاط المستثمرين الأفراد. ورجحت عودة التركيز لاحقًا إلى المؤشر الرئيسي الذي قد يصل إلى 35 ألف نقطة.
أبدى صندوق النقد الدولي، تفاؤلًا واضحًا تجاه الاقتصاد المصري، واصفًا أداءه بـ”الجيد”، مشيرًا إلى تحسّن النمو، وانخفاض التضخم، ومرونة سعر الصرف. كما طالب بضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات الهيكلية وتعزيز دور القطاع الخاص.
حسن: السيولة الأجنبية في طريقها للبورصة عبر “فوتسي” و”مورجان ستانلي”
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة “ألفا” لإدارة الاستثمارات، إن ارتفاع الاحتياطي يُخفف الضغط على الجنيه ويعزز الاستقرار المالي، ما يدعم جذب استثمارات أجنبية طويلة الأجل.
كما أشار إلى أن الانضمام إلى مؤشرات مثل “فوتسي”، و”مورجان ستانلي” يعزز من تدفقات الاستثمار غير المباشر إلى البورصة.
ومن المرتقب أن تستقبل مصر فريقًا من صندوق النقد الدولي لإجراء المراجعة الخامسة ضمن برنامج التسهيل الممدد. ومن المتوقع أن يتم بحث البيانات الاقتصادية، مشروع الموازنة، ومستجدات سياسات الدين والضرائب خلال الاجتماعات المقبلة.
ورغم التحسّن المحلي، تبقى التحديات العالمية قائمة، خاصة مع الغموض في المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين، والتصريحات المتضاربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي نهاية التداولات، ارتفع مؤشر EGX30 بنسبة 0.23% ليغلق عند 32.285 نقطة، كما صعد EGX70 بنسبة 0.46% إلى 9565.6 نقطة، بينما زاد EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.29% ليغلق عند 12,986.6 نقطة.
0 تعليق