“رضاكي يا أمي”… كانت هذه الكلمات الأكثر تأثيرًا التي سمعتها وعاشتها الممرضة دعاء حمود خلال زيارة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، لوالدته في مستشفى الرسول الأعظم. في تلك اللحظة، اختلطت مشاعر الحزن والفرح في قلب الممرضة دعاء، التي لم تتوقع أبدًا أن تكون شاهدة على مثل هذا اللقاء الإنساني العميق بين قائد مقاوم وأمٍّ أبية.
وفي حديث خاص عبر شاشة قناة المنار، سردت الممرضة دعاء ذكريات ذلك اليوم التاريخي الذي لا يمكن أن ينساه أي قلب حمل فيه حب الوطن والإنسانية. كان اللقاء مليئًا بالتفاصيل الصغيرة التي اختصرت معاني كبيرة، تلك التي تتجاوز حدود الكلمات. فهي لحظات سيتذكرها الجميع بمرور الوقت، ولكن تبقى في ذاكرة دعاء تفاصيلها العميقة التي لا يمكنها أن تُنسى.
في ذلك اليوم، طلبت الممرضة دعاء من السيد حسن نصرالله تذكارًا منه. “كوفية وعقيق”… اختصر هذان العنصران البسيطان، اللذان رافقا السيد نصرالله في تلك الزيارة، جمال اللقاء الذي سيظل عالقًا في الأذهان طيلة العمر.
تلك الزيارة التي كانت أكثر من مجرد لقاء، بل كانت بمثابة حدث مؤثر يعكس القيم التي يحملها سيد المقاومة، الذي لم يكن يحرص على تعزيز الصمود والمقاومة فحسب، بل كان أيضًا يحمل رسائل إنسانية وعاطفية عميقة.
ومع مرور الوقت، تتسابق الدموع على وجنتي الممرضة دعاء وكأنها تعيش اللحظة وكأنها تحدث الآن، رغم مرور الأيام. الذكرى لا تزال حية في قلبها، وكأن رسم اللقاء ما زال قائمًا في ذهنها، حيًّا بكل تفاصيله.
ورغم استثنائية هذا اللقاء، إلا أن ملامحه لم تكن تقتصر على كونه مجرد ذكرى عابرة. بل كان درسًا عميقًا يعكس جوهر المقاومة وفلسفة الحياة التي يحملها قائد المقاومة. كان اللقاء بمثابة حافز كبير للممرضة دعاء، حيث أدركت من خلاله أن برّ الوالدين لا يتوقف عند لحظة، بل يمتد عبر الزمن، وأن الأخلاق الحميدة ليست مجرد أفعال، بل هي أسلوب حياة يعبر عن الإنسانية والمقاومة.
إلى جانب كل هذه المعاني السامية، كان اللقاء أيضًا درسا في الصبر والثبات في مواجهة التحديات، ودرسًا في كيفية الحفاظ على المبادئ في أوقات الشدة. ففي قلب المعاناة والآلام، كان اللقاء مع السيد نصرالله فرصة للتعلم والتأمل.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق