بحثَ وزيرُ الخارجية العراقيّ، فؤادُ حسين، في بغدادَ مع نظيره الفرنسيّ جان‑نويل بارو، سُبُلَ دعمِ استقرارِ سوريا والمفاوضاتِ الإيرانية–الأميركية.
وقال الوزيرُ حسين في مؤتمرٍ صحفيّ مع نظيره الفرنسيّ إن «علاقتنا مع فرنسا واسعةٌ، فقد لعبتْ دوراً مهماً في التحالف الدوليّ خلال حربنا مع تنظيم داعش الإرهابيّ». وأضاف: «تطرقنا إلى القضايا الدفاعية وشراءِ الأسلحة من فرنسا، وناقشنا كذلك نمو الإرهاب في سوريا وسبلَ محاربته».
وأضاف: «ندعم استقرارَ سوريا لبناءِ عمليةٍ سياسيةٍ شاملة، وندعمُ أيضاً مفاوضاتِ إيران وأميركا. وقد تحدثتُ مع نظيري الفرنسيّ حول هذه المفاوضات وضرورةَ إبعاد المنطقة عن ويلات الحرب. إن المفاوضات بين إيران وأميركا هي الحلّ الوحيد للوصول إلى نتائجٍ وتفاهماتٍ سلميةٍ».
وأشار الوزيرُ إلى أنّ «مؤتمر بغداد قيدُ النقاش، وقدمنا أفكاراً حوله، وسنستمرُّ في التشاور مع الجانب الفرنسي بشأن موعدٍ مناسبٍ لعقده».
من جانبه، أكّد وزيرُ الخارجية الفرنسيّ دعمَ بلاده سيادةَ العراق وخياراتهِ السيادية وجهودَه الكبيرة في تحقيق استقرار المنطقة، مثنياً على دور رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في الحفاظ على أمن البلاد.
وقال بارو: «ترتبط فرنسا بعلاقاتٍ وثيقةٍ مع العراق، وتقف إلى جانبه». وأضاف أنّ «العراق يفتحُ صفحةً جديدةً في تاريخه، ويعودُ اليومَ للاضطلاع بدوره الإقليميّ كمحركٍ رئيسٍ لاستقرار المنطقة»، مشدداً على أنّ «عراقاً قوياً يُشكّل مصدراً للقوة في المنطقة».
وأكّد أنّ «مؤتمر بغداد مهمّ لأمن واستقرار المنطقة»، وحذّر من «انجرار العراق إلى أيّ صراعاتٍ إقليميةٍ»، معرباً عن تقديره لجهود حكومة رئيس الوزراء السوداني، وقال: «نُحيّي جهوده في الحفاظ على استقرار البلاد». وتابع: «نقف إلى جانب الشعب العراقي بجميع مكوّناته، والشباب العراقيّ يمثل أكبرَ ثروةٍ للبلاد».
وختم وزير الخارجية الفرنسيّ بالتأكيد على أنّ «سوريا يجب ألّا تتفكك، ويجب التوصل إلى حلّ سياسيّ في غزة مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية»، مضيفاً: «ندعم الخطةَ العربية لإعادة إعمار سوريا».
واستهلّ وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، اليوم الأربعاء، زيارة إلى العراق في إطار جولة إقليمية تشمل الكويت والسعودية، تهدف إلى الدفع باتجاه إحياء حلّ الدولتين في فلسطين المحتلة، ضمن مبادرة تقودها باريس بالتعاون مع الرياض.
وتأتي الجولة في سياق التحضيرات لمؤتمر دولي بشأن حلّ الدولتين من المقرر أن تستضيفه باريس بالاشتراك مع السعودية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، خلال شهر حزيران/يونيو المقبل.
وفي بغداد، من المقرر أن يلتقي بارو نظيره العراقي فؤاد حسين، ثم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قبل أن يتوجّه إلى إقليم كردستان شمالي البلاد للاجتماع بعدد من المسؤولين الأكراد، على أن يغادر الخميس متوجهاً إلى الكويت ثم السعودية.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن الهدف من الزيارة هو “التأكيد على تمسّك فرنسا باستقرار العراق ودوره المحوري كعنصر توازن في المنطقة”.
وأوضحت أن الزيارة تهدف أيضًا إلى “إعادة التأكيد على التزام فرنسا بمواصلة محاربة تنظيم داعش، في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا وإعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة”.
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت، في وقت سابق، عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من أراضيها، بعد سبع سنوات من إعلان دحر تنظيم داعش، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستقوم على شراكات ثنائية مع الدول الأعضاء في التحالف.
ويسعى الوزير الفرنسي من خلال هذه الجولة إلى التحضير لكل من “مؤتمر حلّ الدولتين”، و”مؤتمر بغداد الثالث للاستقرار الإقليمي”.
يُذكر أن نحو 150 دولة، من بينها العراق، تعترف بدولة فلسطين. وقد انضمت إليها مؤخرًا كل من إيرلندا، والنرويج، وإسبانيا في أيار/مايو 2024، وتبعتها سلوفينيا في حزيران/يونيو من العام ذاته. ومع ذلك، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لمبدأ حلّ الدولتين.
المصدر: وكالات
0 تعليق