كشفت شبكة "فرانس 24" الإخباريّة، أنّ "مقاطع فيديو التقطت في 21 تشرين الثاني 2024، أظهرت مقاتلين متحالفين مع الجيش السّوداني، بصدد مصادرة صناديق من قذائف "هاون" ذات منشأ أوروبي، موجّهةً وفق تأكيدهم إلى "قوّات الدّعم السّريع"، ونُقلت إلى السودان على الرّغم من الحظر الّذي فَرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال أسلحة إلى هذا البلد، الّذي مزّقته الحرب الأهليّة".
وأشارت، في تحقيق أعدّته حول مسار هذه الأسلحة، إلى أنّه "تمّ التّأكد من أنّ هذه الأسلحة تمّ تصنيعها في بلغاريا واشترتها شركة إماراتيّة. وقبل دخولها إلى السّودان وضبطها من قبل القوّات المشتركة، قام الموكب بنقلها إلى شرق ليبيا، وهي منطقة يسيطر عليها جيش المشير خليفة حفتر المتحالف مع الإمارات".
في هذا الإطار، أكّدت شركة دوناريت (Dunarit) البلغاريّة، في بيان بحسب وكالة "فرانس برس"، أنّها زوّدت الإمارات بأسلحة تمّ نقلها لاحقًا إلى السودان، رغم الحظر الّذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة إلى هذا البلد، موضحةً أنّه "تمّ استلام المنتجات بالكامل من قبل وزارة الدّفاع في الإمارات".
ونشرت الشّركة نسخةً من شهادة مؤرّخة في آب 2020، تتعلّق بطلب القوّات المسلّحة الإماراتيّة شراء 15 ألف قذيفة "هاون" من عيار 81 ملم، وذلك "لتبديد أي شكوك بشأن شرعيّة الموقف البلغاري في هذه المسألة"، حسبما أفادت "دوناريت".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء البلغاريّة عن وزارة الاقتصاد البلغاريّة، نفيَها أي انتهاك للحظر الأوروبي على تصدير الأسلحة للسّودان. ولفتت الوزارة إلى أنّ تصريح التّصدير مُنح "لجهة حكوميّة في دولة لا تخضع لعقوبات الأمم المتّحدة".
يُذكر أنّ الحرب كانت قد اندلعت في السّودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوّات الدّعم السّريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 نيسان 2023، على خلفيّة صراع على السّلطة بين الحليفَين السّابقَين. وأدّى النّزاع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، وفقًا للأمم المتّحدة.
0 تعليق