تتطلع منظمات الأعمال إلى جذب مزيد من الاستثمارات الفرنسية إلى السوق المصرى خلال الفترة المقبلة، وذلك بدعم من زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى القاهرة.
قال مستثمرون وصناع، إن تلك الزيارة تعد رسالة طمأنة قوية للمستثمرين الفرنسيين حيث تؤكد استقرار المناخ الاقتصادى والأمنى فى البلاد.
وقال محمد يوسف، المدير التنفيذى لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا تشهد تطورًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى منطقة القاهرة القديمة تحمل دلالات إيجابية للمستثمرين، أبرزها التأكيد على الاستقرار الذى يشكل أحد أهم اعتبارات الاستثمار الأجنبي.
وأضاف أن الزيارة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، من بينها اتفاق لإنشاء الخط السادس لمترو أنفاق القاهرة، واتفاقية لإنشاء مركز جوستاف روسى لعلاج الأورام، إلى جانب حزمة قروض بقيمة 260 مليون يورو لمشروعات فى قطاعات الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي، ما يعكس استمرار ثقة المؤسسات الفرنسية فى الاقتصاد المصري.
وبحسب يوسف، تعمل نحو 940 شركة فرنسية فى السوق المصرى بمجالات متعددة، تشمل البنية التحتية، والبنوك، والتأمين، والطاقة، والنقل، والاتصالات، وهو ما يعكس حجم الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وقال يحيى الواثق بالله، رئيس جهاز التمثيل التجاري، إن دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، تُعد الشريك التجارى الأول لمصر، وتمثل نحو 27% من إجمالى تجارة مصر الخارجية.
وكشف عن استهداف الجهاز جذب استثمارات فرنسية جديدة بقيمة 800 مليون دولار خلال 15 شهرًا، من خلال تكثيف الاتصالات مع كبرى الشركات الفرنسية عبر شبكة المكاتب التجارية المنتشرة بالخارج، خاصة فى القطاعات الصناعية.
هنو: الجمعية تتواصل مع قنصلية بلادهم لجذب مستثمرين جدد
وأكد محمد هنو، رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية، أن الجمعية تعمل بشكل مباشر مع القنصلية الفرنسية بالإسكندرية للتواصل مع مستثمرين فرنسيين جدد، مشيرًا إلى أن الجمعية شاركت مؤخرًا فى مؤتمر استثمارى بفرنسا ضمن جهود الترويج لمناخ الاستثمار فى مصر.
وأضاف أن التحديات التى مرت بها مصر خلال العامين الماضيين أثرت على تدفق الاستثمارات الفرنسية، إلا أن التحسن الواضح فى مؤشرات الاقتصاد الكلي، مدعومًا بزيارة ماكرون، يمثل فرصة لإعادة جذب هذه الاستثمارات من جديد.
من جانبه، قال كمال الدسوقي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إن توقيت الزيارة جاء فى وقت مهم لمصر، معتبراً أن العلاقات القوية بين قيادتى البلدين تعزز مناخ الثقة لدى الشركات الفرنسية.
وأشار إلى أن مصر مؤهلة لجذب استثمارات فرنسية فى مجالات استراتيجية، منها صناعة السيارات، واستخراج الغاز، والبترول، والطاقة الجديدة والمتجددة، مستفيدة من الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية المتقدمة فى هذه القطاعات.
وأضاف أن هناك أيضًا فرصًا واعدة لتنمية الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسي، خاصة فى قطاعات الزراعة، والمنسوجات، ومواد البناء، مستفيدين من الرسوم الجمركية المنخفضة مقارنة بدول أخرى، ومشيرًا إلى ضرورة تذليل المعوقات الإجرائية والبيروقراطية لتعزيز قدرة المنتجات المصرية على النفاذ إلى الأسواق الخارجية.
مبروك: قطاع الأجهزة الكهربائية مؤهل لاستقبال شركات فرنسية الفترة المقبلة
قال حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة المنزلية باتحاد الصناعات، إن نحو 5 شركات فرنسية تعمل حاليًا فى قطاع الأجهزة الكهربائية فى مصر، أغلبها من الشركات الصغيرة والمتوسطة، متوقعًا زيادة عددها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن توافر المنتج المحلى بجودة عالية وسعر تنافسى مقارنة بدول مثل الصين يمنح مصر ميزة استراتيجية فى جذب استثمارات فرنسية جديدة بهذا القطاع، خاصة فى ظل رغبة السوق الفرنسى فى تنويع مصادر استيراده.
0 تعليق