داخل خيام داعش.. كيف يُعاد تشكيل التطرف في مخيمات شمال سوريا؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الإرهاب والتطرف، نفذت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة أمنية واسعة داخل مخيم "روج" الواقع في شمال شرقي سوريا، أسفرت عن الكشف عن مراكز سرية لتدريب الأطفال واليافعين على فكر تنظيم داعش المتطرف، وضبط معدات لوجستية وأسلحة خفيفة وأجهزة إلكترونية تُستخدم في التنسيق مع خلايا التنظيم.

وتأتي هذه الحملة في ظل تزايد التحذيرات الإقليمية والدولية من تحول بعض المخيمات إلى بيئات خصبة لإعادة إنتاج الفكر المتشدد،  واستغلال الأطفال والنساء في مشاريع التنظيم المستقبلية.

 ويؤكد هذا التطور خطورة التحديات الأمنية المرتبطة بإدارة هذه المخيمات، وأهمية دعم الجهود المحلية والدولية الرامية إلى تفكيك البنية الفكرية واللوجستية للتنظيم المتطرف.

عثرت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)،  في اليوم الثاني من حملتها الأمنية على مخيم "روج"، على مراكز سرية كانت تُستخدم لتدريب الأطفال واليافعين على الفكر المتطرف لتنظيم "داعش".

 كما صادرت القوات أسلحة خفيفة ومعدات لوجستية، من بينها حواسيب وهواتف نقالة، بالإضافة إلى وثائق وأوراق مهمّات تحوي أختامًا ومعلومات عن تحركات خلايا التنظيم النائمة داخل المخيم.

وخلال الساعات الأولى من فجر الأحد، قامت قوى الأمن بتمشيط معظم خيام وقطاعات المخيم الذي يقع شمال شرقي سوريا، ويُخصَّص لعوائل مقاتلي تنظيم "داعش". 

وأعلنت القوات عن إلقاء القبض على 6 أشخاص ثبت تورطهم بالتعاون مع خلايا التنظيم الناشطة خارج حدود المخيم.

وتركزت الحملة على تفتيش دقيق لجميع الخيام، حيث تم اكتشاف مراكز تدريب سرية كانت تُستخدم لتلقين الأطفال والمراهقين أفكار التنظيم، بالإضافة إلى ضبط أجهزة اتصال ومعدات دعم لوجستي. 

كما تمت مصادرة أوراق مهمّات تُستخدم من قبل خلايا "داعش" في تنقلاتها واتصالاتها مع أنصاره.

ويُعد مخيم "روج"، الواقع في منطقة صخرية نائية بالريف الجنوبي الشرقي لبلدة المالكية (ديريك) قرب الحدود العراقية، واحدًا من عدة مخيمات تحتجز فيها "قسد" أسر وأقارب و عناصر داعش.

 ويضم حالياً حوالي 2600 شخص، من بينهم نحو 900 امرأة أجنبية ينحدرن من 50 جنسية عربية وغربية،  بالإضافة إلى أن ما يقارب 65% من سكان المخيم هم أطفال دون سن الـ14. وبعض النساء في المخيم هن أمهات لأكثر من 800 طفل من الذكور، ويعيشون في مراكز تأهيل وتدريب تشرف عليها الإدارة الذاتية.

وتقول القيادية الأمنية إن التنظيم لا يزال ينشط سرًّا داخل المخيمات ويحاول استعادة مناصريه وتنظيمهم، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن وثائق تُظهر محاولات سرية لتمويل عمليات تهريب وإطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم من داخل المخيمات. وأضافت أن الأخطر من ذلك هو تحويل بعض الخيام إلى مراكز سرية لتعليم وتدريب الأطفال على الفكر المتشدد، وهو ما وصفته بأنه تحد كبير يحتاج إلى دعم وجهد دوليين لإزالته من جذوره.

من جانبه، حذر  الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، خلال زيارته إلى شمال شرقي سوريا، حيث تفقد مخيمي "الهول" و"روج"، من خطر هذه المخيمات، مؤكدًا أنها  تُشكل بيئة خصبة لظهور جيل جديد من تنظيم داعش،  داعيًا إلى بذل جهود دولية لإعادة تأهيل المقاتلين وإدماجهم في المجتمع.

وأوضح كوريلا أن هناك أكثر من 9000 معتقل من تنظيم داعش ينحدرون من أكثر من 50 دولة مختلفة، محتجزين في أكثر من 12 مركز احتجاز تديرها وتحرسها قوات "قسد"، معتبرًا أن هذه المراكز تمثل جيش داعش، مجازيًا وحرفيًا، لكنه في وضع الاحتجاز حالياً.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق