أثارت حادثة وفاة رجل في مدينة آرهوس الدنماركية صدمة واسعة في الأوساط الصحية، بعد أن فارق الحياة خلال 26 ساعة فقط من تذوقه رشفة من ماء جوز هند فاسد، في واقعة تسلط الضوء على مخاطر قد تكون خفية وراء مشروب طبيعي شهير.

وبحسب التفاصيل، فإن الرجل، الذي لم يُكشف عن اسمه، كان قد اشترى ثمرة جوز هند مُقشرة وجاهزة للشرب، وتركها على طاولة مطبخه لأكثر من شهر دون تبريد. وعندما قرر فتحها وتذوقها باستخدام ماصة، لاحظ طعماً كريهاً وتوقف فوراً عن الشرب. لكنه سرعان ما دخل في حالة صحية متدهورة شملت قيئاً، تعرقاً شديداً، وفقدان التوازن، ثم نُقل إلى المستشفى، حيث أعلن عن وفاته دماغياً في أقل من يوم.

وكشف تشريح الجثة عن وجود فطر نادر وخطير يُدعى Arthrinium saccharicola في جهازه التنفسي، يُفرز مادة سامة تعرف باسم حمض 3-نيتروبروبيونيك، وهي مادة ترتبط بحالات تلف دماغي حاد ووفيات سابقة في كل من الصين وأفريقيا.

وحذر الأطباء من أن هذا النوع من الفطر لا يمكن رصده بالعين المجردة، وقد يتطور داخل ثمار جوز الهند المقشرة والمخزّنة في درجات حرارة غير مناسبة. وقال الدكتور صموئيل شودري، وهو طبيب طوارئ بارز، في منشور عبر إنستغرام: "رشفة واحدة من جوز هند فاسد قد تكون كافية لقتل إنسان... خزّنوا الثمار دائماً في الثلاجة".

وما يزيد من خطورة هذه الحالة هو أنه لا يوجد ترياق معروف لهذا النوع من السموم حتى الآن، ويقتصر العلاج على تقديم رعاية داعمة فقط، ما يجعل الوقاية والتخزين السليم أولوية قصوى.

تأتي هذه الحادثة كجرس إنذار عالمي يدعو إلى إعادة النظر في التعامل مع المنتجات الغذائية "الطبيعية" التي قد تبدو آمنة، لكنها تحمل في بعض الحالات مخاطر قاتلة في حال إهمال قواعد التخزين والنظافة.