وسائل إعلام جزائرية.. العسكر الحاكم يعمق من عزلة البلاد بقرارات انفعالية غبية ضد المغرب

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

لا تزال القرارات المتشنجة التي يتخذها العسكر الحاكم في الجزائر ضد المغرب تعكس حالة من التخبط والانفعال السياسي، إذ أعلنت الطغمة الحاكمة مؤخرًا طرد نائب القنصل العام المغربي في وهران، محمد السيفاني، باعتباره "شخصًا غير مرغوب فيه"، في خطوة تضاف إلى سلسلة من الإجراءات العدائية التي تهدف إلى افتعال الأزمات مع الرباط دون أسباب موضوعية واضحة.

ووفقًا لجريدة "ألجيريا تايمز"، فإن هذا القرار يأتي في سياق تصعيد متعمد يعكس هروبًا إلى الأمام من قبل السلطات الجزائرية، كلما شعرت الأخيرة بتراجع نفوذها الإقليمي والدولي، ما يجعله تمظهرًا لعدم استساغة الجزائر نجاح المغرب في ترسيخ دوره كفاعل دبلوماسي في القارة الإفريقية، خاصة بعد إشادة تحالف دول الساحل الجديد بمبادرات المملكة لإعادة دمج تلك الدول في الاتحاد الإفريقي.

وحيث يعتمد المغرب نهجًا هادئًا وبنّاءً لحل الخلافات، تستمر الجزائر في تبني سياسات انفعالية لا تؤدي إلا إلى تعميق عزلتها الدولية.

ويشير متابعون، حسب المصدر ذاته، إلى أن هذا القرار يعكس أيضًا حالة من الامتعاض المتزايد لدى النظام الجزائري إزاء النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب في ملف الصحراء المغربية، ومع تزايد الاعترافات الدولية بمبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها الرباط، والتأييد الذي حظيت به من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، أصبحت الجزائر تواجه موقفًا أكثر صعوبة في الترويج لأطروحتها التقليدية التي باتت تفقد الدعم تدريجيًا.

ورغم أن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بررت قرار طرد السيفاني بارتكابه "تصرفات مشبوهة" تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، إلا أن البيان الرسمي لم يقدم أي تفاصيل واضحة حول هذه التصرفات، حيث علقت الجريدة على الأمر قائلة إنه أسلوب اعتادت عليه الدبلوماسية الجزائرية كلما أرادت التغطية على أزماتها الداخلية أو الخارجية، تمامًا كما حدث عند إعلان قطع العلاقات مع المغرب عام 2021 بدعوى "تصرفات عدائية" دون تقديم أي أدلة ملموسة.

وفي المقابل، يواصل المغرب تعزيز علاقاته الدولية والإقليمية، فيما تغرق الجزائر في عزلة متزايدة نتيجة نهجها المتعنت، حيث خسرت الجزائر العديد من الرهانات الدبلوماسية، خاصة بعد تبني إسبانيا موقفًا داعمًا لمقترح الحكم الذاتي المغربي، الأمر الذي اعتبرته الجزائر انتصارًا دبلوماسيًا للمغرب ونكسة لموقفها التقليدي.

وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، يضيف المصدر، لا يبدو أن الجزائر بصدد مراجعة استراتيجيتها القائمة على العداء للمغرب، بل إنها مستمرة في التصعيد السياسي والإعلامي ضد الرباط، حيث وبدلًا من البحث عن حلول توافقية، يصر النظام الجزائري على التمسك بمواقفه المتشددة التي لم تثمر سوى عن تراجع نفوذه الإقليمي وعزلته المتزايدة على الساحة الدولية.

وأكدت الجريدة الجزائرية أن هذه الأزمة الدبلوماسية الجديدة ليست سوى انعكاس لحالة الإحباط التي تعيشها الجزائر إزاء النجاحات التي يحققها المغرب في تعزيز موقعه الدولي، مشيرة إلى أنه وبينما تتجه المملكة نحو تحقيق مزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية، تواصل الجزائر تعميق أزمتها الخارجية عبر قرارات انفعالية لا تخدم سوى إضعاف موقفها أمام المجتمع الدولي.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق