سجل الريال الإيراني، اليوم الثلاثاء، هبوطًا تاريخيًا جديدًا، متجاوزًا حاجز المليون ريال مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى 1.039 مليون ريال للدولار الواحد، في انهيار يعكس تدهورًا غير مسبوق للعملة التي فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ تولي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السلطة العام الماضي.
يأتي هذا الانخفاض الحاد وسط معدل تضخم سنوي يقدر بنحو 40%، ما دفع الإيرانيين إلى البحث عن ملاذات آمنة لمدخراتهم، عبر شراء الدولار والذهب، ما زاد من الضغط على الريال وساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية.
كان الريال الإيراني يُتداول عند حوالي 55 ألف ريال للدولار في 2018، قبل أن تعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات قاسية على صادرات النفط الإيرانية، في محاولة لخنق الاقتصاد وتقليل قدرة إيران على الوصول إلى العملات الأجنبية.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فرضت واشنطن 4 حزم جديدة من العقوبات على مبيعات النفط الإيراني، ما أدى إلى مزيد من التدهور في قيمة العملة.
كشف ترامب مؤخرًا عن رسالة تحذير وجهها إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني إما أن يُحل دبلوماسيًا أو سيُواجه بعمل عسكري.
رفض خامنئي العرض الأمريكي، واصفًا إياه بـ”الخدعة”، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التفاوض مع واشنطن مستحيل ما لم تُغير سياستها.
هذا الجمود الدبلوماسي أثار مخاوف من اندلاع صراع عسكري في المنطقة، على الرغم من تصريحات عراقجي التي حاول فيها طمأنة الداخل والخارج بقوله: “أنا واثق أنه لن تقع حرب، فنحن مستعدون تمامًا لأي سيناريو.. ولن يجرؤ أحد على مهاجمة إيران.”
مع تصاعد الانتقادات للحكومة بسبب الانهيار الاقتصادي، أقال البرلمان الإيراني وزير الاقتصاد في بداية الشهر الجاري، في خطوة تعكس تزايد الغضب الشعبي من أداء حكومة بزشكيان وتدهور العملة بشكل حاد.
0 تعليق