نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : هناك طريق أخرى... أسهل, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 10:05 مساءً
نشر في الشروق يوم 25 - 03 - 2025
واضح أن المجرم نتنياهو عاد إلى ممارسة القتل والتدمير والإبادة في قطاع غزة بضوء أخضر أمريكيا وبتواطؤ عربي غير معلن. والهدف الذي يتوافق عليه الجميع وتلتقي فيه مصالح كل الأطراف هو استئصال المقاومة رجالا وسلاحا وفكرا من القطاع وبعده من الضفة وبعدهما من جنوب لبنان ثم من كل الشرق الأوسط.
أما مردّ هذا التوافق والتقاء المصالح هذا، فتفسّره «كعكة» الاستثمار التي وعد بها الشرق الأوسط مع مرور طريق الهند أوروبا بالمنطقة.. وكذلك مع ظهور رغبة ترامب في تحويل قطاع غزة إلى مشروع استثماري عملاق يستقطب كل أثرياء العالم.. دون أن ينسى مخططات الصهاينة لإقامة إسرائيل الكبرى وما سيحدثه من تحولات ستطال البنى التحتية برمتها في حال بلغ المشروع الصهيوني مداه علاوة على سباق أنابيب نقل الغاز الذي يجري بنسق محموم بعيدا عن الأضواء ودون صخب كبير.
وقد أعلنتها الادارة الأمريكية صريحة وعلى لسان أكثر من مسؤول في إدارة ترامب وذلك في تماه تام مع رغبات وأطماع نتنياهو ... إنه لا مكان لأي شيء اسمه مقاومة وسلاح مقاومة في المنطقة التي يراد تحويلها إلى واحة للاستثمار ولتكديس المليارات... لذلك رفض نتنياهو الالتزام باستحقاقات وبتوافقات السلام على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية واندفع إلى استكمال ما بدأه على سكة التدمير سعيا منه الى إسكات أي نفس للمقاومة ولترهيب الجميع وإدخالهم الى بيت الطاعة.. ولذلك تعطي إدارة ترامت الضوء الأخضر لعودة العدوان وهي التي ما انفك رئيسها يردد أنه جاء ل«اطفاء الحروب وليس لاشعالها».. ولذلك تصمت الدول العربية الفاعلة وتغض الطرف وتقدم المبادرات الخجولة التي لا يجني منها الشعب الفلسطيني شيئا في انتظار أن يستكمل نتنياهو «مهمته القذرة» في استئصال المقاومة.. هذه المهمة التي تبقى مهمة عربية أيضا لكنها تنفذ بأياد صهيونية أمريكية.
ومع أن الشعب الفلسطيني، وسكان قطاع غزة على وجه الخصوص ومقاومتهم الباسلة قد أعطوا الجواب الشافي برفضهم لكل مخططات التهجير سواء كان ذلك بقوة الحديد والنار أو بقوة الاغراءات وبتمسك المقاومة بسلاحها سبيلا الى تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، فإن الواقفين خلف العدوان يرفضون فتح عيونهم على الحقيقة ويواصلون الرهان على نهج الغطرسة والعدوان... مع أن هناك طريقا أخرى أسهل ويمكن أن يسلكها الجميع لتحقيق السلام والاستقرار.
الشعب الفلسطيني شعب يحب الحياة لكنه يحب حياة حرّة، كريمة توفر له كل حقوقه الوطنية المشروعة وفي طليعتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. والمقاومة الفلسطينية لا تمارس دورها الوطني المقدس هكذا عبثا أو على سبيل التسلية... بل هي تلجأ إلى الكفاح المسلح في ظل فشل كل مبادرات التسوية واندفاع الكيان الصهيوني على درب تهويد كامل فلسطين وتبديد مقومات الهوية الفلسطينية لتتواصل المأساة منذ قرابة الثمانين عاما. وهو ما لا يترك خيارات أو بدائل كبيرة أمام شعب جرّب مع الصهاينة ومع المجتمع الدولي ومع «أشقائه» العرب كل أنواع الصبر ولكنه لم يظفر بشيء. وعند هذه النقطة ألا يقتضي حلّ العقدة البحث عن سبل أخرى لتحقيق السلام وتأمين الاستقرار لمنطقة هي صرة العالم وتعاني الحرائق والدمار منذ زرع الكيان الصهيوني في قلبها ؟
وجوابا عن هذا السؤال يمكن الجزم بأن هناك طريقا أسهل للوصول إلى تحقيق الأمن والاستقرار وهي تمر فقط عبر إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كاملة: حرية كاملة وسيادة كاملة داخل دولة فلسطينية مستقلة كما أقرتها الشرعية الدولية... وبهذه الطريقة فقط يمكن أن يستريح الشعب الفلسطيني ويمكن أن تتخلى مقاومته عن السلاح الذي يرفع دفاعا عن الحقوق وعن الوجود. أما إذا ما واصل الصهاينة والأمريكان ومعهم العرب اللاهثون وراء «عسل الشرق الأوسط الجديد» تجاهلهم لحقوق الشعب الفلسطيني فإنهم سيكونون كمن يطارد السراب في عز ظهيرة يوم صيفي قائظ !
عبد الحميد الرياحي
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق