نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان والاقتصاد الشعبي.. تجارة موسمية تواجه تحديات مستمرة, اليوم الأحد 23 مارس 2025 04:15 مساءً
تتحول الأسواق خلال الشهر إلى مساحات نابضة بالحياة، حيث تتصاعد وتيرة النشاط التجاري مدفوعة بزيادة الطلب على المنتجات الغذائية والتموينية، إلى جانب مستلزمات الزينة والفوانيس والسلع الموسمية المختلفة المرتبطة بعادات الناس في هذا الشهر الكريم.
هذا الحراك الاقتصادي يمتد ليشمل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ما يفتح الباب أمام رواد الأعمال لاقتناص الفرص الموسمية وتحقيق مكاسب تعينهم على مدار العام.
في هذا الموسم، تتنوع الأنشطة التجارية المختلفة في حركة نشطة تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه الاقتصاد غير الرسمي، والذي يزدهر بشكل ملحوظ خلال المواسم، رغم بقائه خارج الحسابات الحكومية، مما يثير الجدل حول سبل دمجه في المنظومة الاقتصادية الرسمية.
وبين طموح رواد الأعمال ومحدودية التنظيم، تتجدد التساؤلات حول كيفية استيعاب هذه المشروعات الموسمية ضمن الإطار القانوني، بما يعزز الاقتصاد المحلي، ويزيد من الإيرادات الضريبية، دون أن يعرقل روح المبادرة التي تدفع كثيرين للاستثمار في مواسم كهذه، سعياً وراء دخل مستدام يتجاوز حدود الشهر الفضيل.
المشاريع الموسمية
وإلى ذلك، يؤكد مدير مركز رؤية للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بلال شعيب، أن:
- شهر رمضان يعد موسماً مهماً للمشروعات متناهية الصغر، نظراً لارتباطه بعادات وتقاليد معينة تتعلق بالمأكل والمشرب والملبس، وهو ما ينعكس على طبيعة النشاط الاقتصادي خلال هذه الفترة.
- الطلب يشهد ارتفاعاً كبيراً في بداية رمضان على المنتجات الغذائية، ثم يزداد على الملابس والأحذية، كما يصبح عيد الفطر موسماً لعادات مختلفة، بما في ذلك حفلات الزفاف، مما يرفع الطلب على مستلزمات العرائس والملابس الخاصة بالمناسبات.
- بعض المشروعات الموسمية متناهية الصغر في رمضان غالباً ما تكون غير رسمية ويديرها رواد أعمال صغار، مما يجعل السوق غير منظم ولا يدر إيرادات على الدولة.
- بالنسبة للمشاريع الموسمية، فإن بعضها يعمل بطرق غير قانونية، سواء من خلال استهلاك الكهرباء بشكل غير مرخص أو ممارسة أنشطتها في الأسواق الشعبية غير المنظمة، مؤكداً أن أصحاب هذه المشروعات يعتمدون بشكل كبير على الأرباح الموسمية، التي تعد مصدر دخلهم الرئيسي طوال العام، خاصة خلال فترات الأعياد والمواسم الدينية.
كما تلعب بعض العائلات دوراً محورياً في إنعاش المشروعات الموسمية، حيث تتحول بعض الأسر إلى وحدات إنتاجية مصغرة، يتشارك أفرادها في إعداد الحلويات المنزلية أو تغليف الهدايا، أو حتى إدارة الأكشاك الرمضانية.
ويشير شعيب إلى أن الاقتصاد غير الرسمي في بعض الدول العربية قد يشكل ما بين 30 إلى 40 بالمئة من الاقتصاد الوطني، مشدداً على أهمية إيجاد آليات لدمج الاقتصاد غير الرسمي مع الاقتصاد الرسمي، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على المؤشرات الاقتصادية، والناتج المحلي الإجمالي، وحجم الإيرادات الضريبية.
ورغم هذا النشاط الملحوظ، يواجه الاقتصاد غير الرسمي في رمضان تحديات عدة؛ أبرزها تقلب الأسعار بسبب ضعف الرقابة، إلى جانب صعوبة الوصول إلى التمويل أو الدعم الحكومي. كما يعاني بعض أصحاب المشروعات الموسمية من اضطرابات لوجستية، مثل عدم توافر مواقع ثابتة للبيع، أو التعرض لملاحقات قانونية بسبب عدم الترخيص. هذه التحديات تعكس الفجوة بين ازدهار هذه الأنشطة على الأرض وغياب الآليات الرسمية لدمجها في الإطار الاقتصادي العام.
أنشطة شعبية
بالنسبة لأصحاب المشروعات متناهية الصغر، يمثل رمضان فرصة ذهبية لتعزيز مبيعاتهم، حيث يستغل الكثيرون هذا الموسم لتوسيع أنشطتهم، سواء عبر تقديم خدمات تتماشى مع احتياجات الشهر، كإعداد الوجبات الجاهزة والمأكولات المنزلية والمشروبات والهدايا، أو بيع مستلزمات الزينة والهدايا الرمضانية.
وفي هذا السياق، تسلط خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، الضوء على التأثير الإيجابي لشهر رمضان على المشروعات الصغيرة ومتاجر التجزئة، إذ يزداد الطلب على السلع الأساسية والتموينية، بالإضافة إلى الفوانيس والزينة الرمضانية والسلع المرتبطة بالشهر.
وفي رمضان تتغير ملامح الأسواق، وتنبض الشوارع بحركة اقتصادية لافتة، حيث يزدهر النشاط التجاري وتتجدد الفرص أمام المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال. في هذا الإطار، يكتسب التأثير الاقتصادي لهذا الموسم أهمية خاصة.
- لا يقتصر نشاط الأسواق الشعبية والمشروعات الصغيرة خلال رمضان على البيع المباشر فحسب، بل يمتد ليشمل أساليب تسويق مبتكرة تستغل روح الشهر الكريم.
- يلجأ بعض رواد الأعمال إلى إطلاق عروض ترويجية مرتبطة بالإفطار والسحور، مثل "وجبات عائلية بسعر مخفض" أو "هدايا رمضانية مجانية مع كل شراء".
- بينما يعمد آخرون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتهم، مستفيدين من تزايد استخدام المنصات الرقمية في هذا الشهر، مما يخلق جسراً بين الاقتصاد غير الرسمي والتكنولوجيا الحديثة.
وتشير لدى حديثها مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى التحول الذي شهدته صناعة الفوانيس، إذ استُبدلت الفوانيس المعدنية التقليدية بالفوانيس المستوردة، بينما يسعى المنتجون المحليون إلى تعويض هذا الفارق لتقليل فاتورة الاستيراد وزيادة الأرباح، وهو ما يعزز الصناعة المحلية.
كما تلفت الانتباه إلى ازدهار أنشطة أخرى مثل بيع الخضروات النظيفة المُجهزة من قبل السيدات، نظراً لارتفاع الطلب عليها من النساء العاملات خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى زيادة مبيعات الحلويات الشرقية كالكنافة والقطايف، سواء في المحلات الكبيرة أو المتاجر الصغيرة.
ويشار إلى أن معظم الدراسات تُجمع على أن الإنفاق الاستهلاكي في الدول الإسلامية، يميل إلى الارتفاع بنسبة تتراوح بين 30 و50 بالمئة خلال شهر رمضان، مقارنة ببقية أشهر السنة، وذلك نتيجة الإقبال المتزايد على إعداد وجبات الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شراء الملابس والهدايا والكماليات.
وتؤكد رمسيس أن رمضان يمثل فرصة لتعزيز ريادة الأعمال، إذ يتم استغلال رأس المال المدخر من قبل البعض لتنشيط الأسواق وتحقيق أرباح جيدة، مما يسهم في خلق فرص عمل موسمية وتقليل الضغط على القطاعين العام والخاص. كما يمكن أن يكون هذا النشاط بداية لظهور رواد أعمال جدد بأفكار مبتكرة في المستقبل.
0 تعليق