يتعاطى العدو مع ما زعم انه تعرضت مستوطنة المطلة لعدد من الصواريخ مصدرها الجانب اللبناني بمواقف عالية السقف تهديدية تجاه لبنان. منذ الإعلان عن إطلاق هذه الصواريخ من لبنان، كما يزعم الاحتلال، توالت ردود الفعل والإجراءات التي اتخذها المسؤولون الإسرائيليون على مختلف المستويات السياسية والعسكرية، متوعدين بردّ قويّ ومكثّف على الجانب اللبناني.
وجاءت هذه التهديدات قبل حتى استكمال التحقيقات حول طبيعة هذه العملية والجهة التي تقف خلفها، حيث سارعت سلطات الاحتلال إلى تصعيد التهديدات وتحميل لبنان والحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة.
يبدو أن هذا التصعيد يأتي في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية طمأنة المستوطنين بأنها لم تتخلّ عن أمنهم، خاصة في ظل شعورهم المتزايد بأن الحكومة أخطأت في قراراتها المتعلقة بإعادة بعض المستوطنات، مما جعلهم عرضة للخطر. كما يرى المستوطنون أن الحكومة ارتكبت خطأً آخر عندما سمحت بعودة الأسرى الفلسطينيين في ظل ظروف أمنية غير كافية.
في هذا السياق، تهدف التصريحات الإسرائيلية المتشددة إلى التأكيد على أن الحكومة ستتصرف بحزم ولن تسمح – وفقاً لما تدّعيه – بتكرار سيناريو عملية “حارس الأسوار” وما تبعها من تداعيات أمنية خطيرة في المستوطنات الشمالية. ومع ذلك، لم تلقَ هذه التصريحات قبولاً لدى المستوطنين، الذين أبدوا شكوكهم حول جدية هذه التهديدات، معتبرين أن التصريحات المرتفعة السقف لا تترجم في كثير من الأحيان إلى أفعال ملموسة، مما يبقي المنطقة الشمالية مفتوحة على جميع الاحتمالات.
في الإعلام الإسرائيلي، أثارت هذه التطورات تساؤلات عديدة حول طبيعة المشهد الحالي، وطبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل، وحقيقة ما حدث بالفعل. فهناك تساؤلات حول الجهة المستفيدة من هذا التصعيد، ومن يقف خلف العملية، وكيف تم تنفيذها في هذه المرحلة الحساسة.
التحدي الرئيسي الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية الآن هو اختبار مدى مصداقيتها، خاصة بعد وقف إطلاق النار، حيث يتعرض المستوطنون مجدداً للقصف الصاروخي.
ومن الملاحظ أن الإعلام الإسرائيلي يشير إلى أن عدم تبنّي أي جهة في لبنان لهذه العملية يثير علامات استفهام ويزيد من الشكوك حول الرواية الإسرائيلية التي توجه أصابع الاتهام إلى جهة بعينها.
من بين التصريحات اللافتة، ما قاله الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية، عاموس يدلين، الذي أشار إلى احتمال أن تكون الجهة التي أطلقت الصواريخ جهة فلسطينية وليس حزب الله. هذا التصريح يعكس حالة عدم الوضوح داخل الأوساط الإسرائيلية بشأن الطرف المسؤول عن إطلاق الصواريخ.
ومن المتوقع أن يكون لهذه القضية انعكاسات على طبيعة الرد الإسرائيلي، خاصة في ظل ما يُنقل من معلومات عن وجود اتصالات على المستوى اللبناني لاحتواء الموقف وتحديد ما حدث بشكل واضح وقاطع.
في المقابل، يؤكد الاحتلال أن القصف الذي استهدف بعض القرى اللبنانية كان بمثابة “رد أولي”، وأنه ما زال يدرس خياراته بشأن طبيعة الردود اللاحقة.
ويبدو أن المسألة مرتبطة بالتقييم الإسرائيلي العام للوضع وبطبيعة النوايا الإسرائيلية، فهل سيتم استغلال هذا الحدث كذريعة لتوسيع العدوان على لبنان؟
الإجابة على هذه التساؤلات ستتضح خلال الساعات أو الأيام المقبلة، والتي ستكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية وطبيعة التصعيد المحتمل.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق