نيوزويك: الحرب التجارية العالمية قد تدفع الاقتصاد الأمريكى إلى الركود

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أعاد توجيه السياسة التجارية لبلاده بشكل كبير بفرضه تعريفات جمركية جديدة على بعض أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، من بينهم حلفاء مقربون لواشنطن، متوعدا بفرض المزيد من الرسوم.

وأوضحت أن العديد من الدول التي استهدفها ترامب ردت بفرض تعريفات مضادة، كما قال بعض الاقتصاديين إن الحرب التجارية العالمية قد تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. وأنه بينما ستتأثر كل ولاية أمريكية بطريقة ما، فبالتأكيد ستكون بعض الولايات أسوأ حالًا من الأخرى.

ونقلت المجلة عن خبراء تجاريين قولهم إن التأثير على الأرجح سيعتمد على مدى القرب من الحدود المكسيكية والكندية ومدى اعتماد الولاية على واردات الطاقة الأجنبية وما إذا كانت الولاية تخضع لتدابير مضادة من خصوم في الخارج التي تستهدف عمدًا “الولايات الأمريكية الحمراء”، وهي الولايات التي اشتهرت بتأييد الحزب الجمهوري خلال الانتخابات الأمريكية.

كانت كندا قد استهدفت عمدًا “الولايات الحمراء” إذ فرضت عليها تعريفات جمركية انتقامية في محاولة لتضييق الخناق على قاعدة ترامب الشعبية.

وقال الخبير التجاري جاري كلايد هوفباور لـ”نيوزويك” إن الولايات التي تحد كندا أو المكسيك على الأرجح ستتأثر بالتعريفات الجمركية المفروضة على البلدين، وتتضمن هذه الولايات ميشيجان ومينيسوتا ونيويورك وتكساس وأريزونا وكاليفورنيا.

وأضاف هوفباور أن المسافة مهمة فيما يخص العلاقة التجريبية القوية في مجال التجارة، موضحًا أن البلدان القريبة من بعضها البعض تجمعها تعاملات تجارية أكثر من البلدان البعيدة عن بعضها، والأمر ذاته ينطبق على الولايات والمقاطعات داخل الدولة.

وتابع “بناءً على هذه العلاقة، يمكن التنبؤ بأن الولايات التي تقع على الحدود مع كندا والولايات الملاصقة للمكسيك ستكون، بشكل عام، أكثر تضررًا من الولايات الداخلية”.

ووفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي، تجري ولاية تكساس معاملات تجارية مع المكسيك بشكل أكبر مقارنة بأي ولاية أخرى، إذ تبلغ الواردات والصادرات بينهما نحو 200 مليار دولار سنويًا. وبلغت المعاملات التجارية بين المكسيك وكاليفورنيا نحو 40 مليار دولار ونحو 20 مليار دولار مع أريزونا.

وفي سياق متصل، قالت كريستين هوبويل مديرة معهد ليو للقضايا العالمية في جامعة كولومبيا البريطانية، “لا توجد ولاية لن تتأثر بتعريفات ترامب- ولكن البعض سيتأثر بشكل أكبر عن الباقين”.

وأضافت أن ولايات “الحزام الزراعي” التي تضم آيوا وإلينوي وإنديانا وأوهايو ونبراسكا وكانساس وكنتاكي ومينيسوتا وميزوري وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية وويسكونسن ستتأثر “بشكل حاد” فنحو 85% من مادة البوتاس التي يستخدمها المزارعون الأمريكيون في الأسمدة تأتي من كندا.

وأشارت إلى أن تعريفات ترامب الجمركية على البوتاس ومستلزمات أخرى تعمل على زيادة التكلفة بشكل كبير على المزارعين الأمريكيين، وفي الوقت نفسه يواجهون رسومًا جمركية مضادة من كندا والمكسيك والصين، والتي تعد أكبر أسواق تصدير لهم، ولذا يتعرض المزارعون الأمريكيون للضغط من الجانبين.

ولفتت إلى أن الدول التي تعتمد بشكل خاص على التصنيع وصناعة السيارات معرضة للخطر، موضحةً أن التعرفيات التي فرضها ترامب على واردات الصلب والألومنيوم سترفع التكلفة على المصنعين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما يقوض قدرتهم التنافسية ما سيلحق ضررًا بالغًا بأكبر مراكز التصنيع الأمريكية وهي كاليفورنيا وتكساس وإلينوي وأوهايو وميشيجان وبنسلفانيا ونيويورك وإنديانا وويسكونسن وكارولاينا الشمالية.

وحذرت هوبويل من أن الولايات الأمريكية التي تحصل على كميات كبيرة من النفط الكندي معرضة للخطر، إذ تمنح كندا النفط لأمريكا بنسة 60%.

وفرض ترامب سلسلة من التعريفات الجديدة عقب عودته إلى البيت الأبيض، قائلًا إنها ضرورية لاستعادة قدرات التصنيع الأمريكية وإنهاء ما يعتبره استغلالًا اقتصاديًا للولايات المتحدة من جانب القوى الأجنبية. كما فرض مطلع الشهر الجاري، رسومًا جمركية جديدة بنسبة 25% على المنتجات الواردة من المكسيك وكندا بالإضافة إلى فرض تعريفة إضافية بنسبة 10% على الواردات من الصين، وفي المقابل ردت كندا والصين بسرعة عن طريق فرض تعريفات انتقامية على أمريكا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق