رمضان.. شهر الروحانيات والتواصل العائلي، يجتمع فيه الأهل والأصدقاء حول مائدة الإفطار، وأجواء دافئة يملؤها الحب والمودة، لطالما ارتبط هذا الشهر الكريم بالعزومات العائلية والتجمعات التي تعزز صلة الرحم، لكن مع تغير الظروف الاقتصادية، أخذت هذه العادات شكلًا جديدًا.
لا يخفى على أحد ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بشكل ملحوظ، مما جعل تكلفة إعداد موائد الإفطار والعزائم العائلية أعلى من أي وقت مضى، هذا الأمر دفع الكثير من الأسر إلى تقليل عدد العزومات أو استبدالها بتجمعات أصغر.
ورغم الظروف الاقتصادية الطاحنة، لم يفقد رمضان روحه الدافئة، فالشعب المصري، المضياف بطبعه، لا يزال يجتمع مع أحبائه، حتى ولو بطرق أبسط، فليس المهم كثرة الطعام، بل دفء القلوب والمشاعر التي تجمع العائلات، وفي محاولة للحفاظ على لمة رمضان، لجأت بعض الأسر إلى العزومات المشتركة، حيث يساهم كل فرد بإعداد جزء من الطعام، وهو ما يطلق عليه الجيل الحالي بـ "ديش بارتي"، مما يخفف العبء عن المضيف ويُبقي روح المحبة والمشاركة حاضرة على المائدة.
رمضان كان وسيظل فرصة ذهبية للتواصل الحقيقي، فجوهر لمة العيلة لا يكمن في تنوع الأطباق، بل في اللحظات الدافئة التي تجمع القلوب وتضفي على الشهر الكريم روحه الجميلة وقربه من النفس.
لا تسمحوا للظروف الاقتصادية أن تسرق منكم فرحة اللقاء ودفء العائلة، فالمحبة والمودة هما زاد رمضان الحقيقي، وكل عام وأنتم تنعمون بخيرات الله وبركات الشهر الكريم، محاطون بالحب والدفء والتواصل الذي يثري الأرواح قبل الموائد.
0 تعليق