اليوم الجديد

الموقف الفعلي عند كاتس: المطلوب مناطق عازلة؟!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الموقف الفعلي عند كاتس: المطلوب مناطق عازلة؟!, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 03:05 صباحاً

في المرحلة الراهنة، يكثر الحديث عن تفاهمات أو إتفاقات، تسعى إليها الولايات المتحدة بين إسرائيل وكل من ​لبنان وسوريا​، بالإضافة إلى إستمرار المفاوضات المتعلقة بغزة، لكن تل أبيب، على ما يبدو، في مكان آخر مختلف، لا تنظر فيه إلا بناء على "درس" وصلت إليه بعد عملية "​طوفان الأقصى​"، في السابع من تشرين الأول من العام 2023.

إنطلاقاً من ذلك، ينبغي النظر إلى المواقف التي كان قد أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ​نتانياهو​، أول من أمس، تعليقاً على القرارات التي صدرت عن الحكومة اللبنانية، بالنسبة إلى قرار حصرية السلاح بيد الدولة، فهي، على عكس ما ذهب إليه البعض في لبنان، لم تكن محاولة لإعادة رمي الكرة في الملعب اللبناني فقط.

من حيث المبدأ، سعى نتانياهو إلى الإيحاء بأن إسرائيل لا تمانع الإنسحاب من لبنان، عندما تبادر الحكومة إلى خطوات تنفيذية في مسار ​نزع السلاح​، الأمر الذي من الطبيعي أن "يدغدغ" مشاعر بعض الأفرقاء المحليين، خصوصاً أن هناك موجة جديدة من الضغوط الخارجية تصب في هذا الإتجاه، إلا أن الرؤية الحقيقية كانت في التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أمس، لدى تطرقه إلى الوجود داخل سوريا.

في هذا السياق، أعاد كاتس الحديث عن أن تل أبيب ستواصل العمل على ​حماية الدروز​ في سوريا، مستفيدة من الأحداث الأخيرة، نظراً إلى أنها كانت قد دفعت أبناء السويداء إلى المطالبة بحق تقرير المصير، بالتزامن مع طلب الحماية من إسرائيل، التي كانت قد عملت، خلال الأحداث، على ترك الأوضاع تصل إلى مرحلة يشعرون فيها بتهديد وجودي، قبل أن تبادر إلى التدخل عسكرياً.

على الرغم من ذلك، تبقى النقطة المفصلية إعلان كاتس أن تل أبيب ستبقى في قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية، لحماية ​الجولان المحتل​ والجليل من التهديدات القادمة من سوريا، موضحاً أن ذلك يأتي كـ"درس أساسي" من أحداث السابع تشرين الأول 2023، نظراً إلى أن ذلك يعبر عن حقيقة الموقف الإسرائيلي من أي إتفاق، من الممكن أن يبرم مع أي دولة مجاورة، سواء كانت معادية أو ساعية إلى تطبيع العلاقات معها.

هنا، قد يكون من المفيد العودة إلى التحركات الإسرائيلية التي تلت سقوط النظام السوري السابق، حيث لم تتردد تل أبيب في ما تنفيذ ما تراه مناسباً لها، من منطلق الرؤية التي عبر عنها كاتس، بغض النظر عن هوية السلطة الجديدة ودورها في وصولها إلى الحكم أو حتى الرسائل الإيجابية التي تبعث بها، على إعتبار أنها لا تنظر إلى التطورات من المنظار المرحلي، بل تخطط لما هو أبعد على المستوى الإستراتيجي.

بناء على ما تقدم، يمكن إعتبار أن ما أدلى به كاتس، في الشق السوري من الأحداث، هو التكملة العملية لما كان قد أدلى به نتانياهو، في الشق اللبناني، وبالتالي البحث في حقيقة ما تفكر فيه تل أبيب لا يمكن أن يُفصل عن "درس" أحداث ما بعد "طوفان الأقصى"، بغض النظر عن المسار الذي ستذهب إليه الحكومة في التعامل مع "حزب الله".

ضمن الإطار نفسه، يمكن فهم التسريبات التي تحدثت عن السعي إلى إقامة منطقة إقتصادية على الحدود الجنوبيّة، من المفترض أن تكون الواجهة لما يُطرح عن ​منطقة عازلة​ تريدها إسرائيل، إلى جانب ربط الإنسحاب بالخطوات العمليّة لنزع السلاح، ما يعني أنها، من الناحية العملية، ترى من الأفضل في الحفاظ على الواقع الحالي، في حال لم تحصل على الإتفاق يصب في مصلحتها بشكل كامل.

في المحصلة، ما تقدم يقود إلى السؤال عن "الضمانات"، التي رفضت الولايات المتحدة تقديمها، عند طرح كيفية إلزام إسرائيل بما تتضمنه ورقة براك، لكن بالشق الأوسع، أي إحتمال تكرار سيناريو ما يحصل في سوريا داخل لبنان، خصوصاً أن تل أبيب تجد نفسها في حل من أي إتفاقات أو إلتزامات، طالما أنها تعتبر أنها تملك اليد العليا عسكرياً، ما يبرر أيضاً موقفها الحالي من قوات "اليونيفيل"؟.

أخبار متعلقة :