عراقجي أكّد استعداد بلاده للحوار مع السعودية بشأن لبنان: نزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية والقرار يعود للحزب

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عراقجي أكّد استعداد بلاده للحوار مع السعودية بشأن لبنان: نزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية والقرار يعود للحزب, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 08:53 صباحاً

أكّد وزير الخارجية ال​إيران​ي عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، "أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية ل​لبنان​، لكن هذا لا يمنعنا من التعبير عن آرائنا ومواقفنا، وهذا ما تفعله الدول كافة، ف​السعودية​، على سبيل المثال، تعبِّر عن وجهة نظرها تجاه لبنان، ولا يُعدُّ ذلك تدخلاً. التدخل الحقيقي هو مَن يحتل الأراضي اللبنانية، أو يطرح خططاً عجيبة وغريبة لتقويض لبنان وتسليمه".

وأضاف: "أما القرار بشأن سلاح ​حزب الله​، فيعود إلى الحزب نفسه، وقد أعلن الحزب اقتراحًا يقوم على الحوار الوطني لتحديد الاستراتيجية الأمنية للبنان بمشاركة جميع المكونات، ونحن متأكدون من حقيقة واحدة: ​إسرائيل​ تريد أن تكون كل دول المنطقة ضعيفة، منزوعة السلاح، مبعثرة ومتصارعة".

وتابع عراقجي: "انظروا إلى سوريا: هناك حكومة جديدة مختلفة جذرياً عن حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، لكن إذا قارنا بينهما فسنرى أن إسرائيل احتلت مزيداً من الأراضي السورية، وقصفت كل القدرات العسكرية للحكومة الجديدة حتى لم تبقِ دبابة أو قوة عسكرية فاعلة، وهذا السيناريو تسعى إسرائيل إلى تنفيذه في لبنان، وسلاح المقاومة تصدى له".

وأوضح أنّه "صحيح تعرَّضت المقاومة خلال الأشهر الأخيرة لضربات وأضرار، ويظنون أنها أصبحت ضعيفة، ولهذا يريدون نزع سلاحها، لكن نزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية مئة في المئة، وأجدِّد التأكيد على أن القرار في هذا الشأن يعود إلى حزب الله، والحكومة اللبنانية، واللبنانيين أنفسهم، أما نحن فنعبِّر عن رأينا فقط".

وعبَّر عراقجي عن أمله أن "تدرك بقية دول المنطقة هذه الحقيقة، وألا تتردد في أن ما حدث في سوريا ولبنان قد يتكرر عندها. الأعداء حاولوا استهداف إيران لكنها قاومت، وندموا على فعلتهم، وكيف قاومت إيران؟ ليس بالدبلوماسية ولا بالحوار مع أميركا، بل بصواريخها. مَن يتصدى لإسرائيل القوة، وليس التهاون، ننصح دول المنطقة بألا تقدم التنازلات لإسرائيل، فكلما قُدِّمت لها تنازلات ازدادت تمدداً وجرأة، كما نراها اليوم تتحدَّث عن خطة إسرائيل الكبرى، والتصريحات الأخيرة لنتانياهو أثبتت أن لديه أطماعاً في سائر دول المنطقة".

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتعاون مع الرياض في الملف اللبناني، مشيراً إلى أن لقاءه نظيره السعودي فيصل بن فرحان في جدة، تخلله نقاش جيد حول لبنان، وقال: "نعم هناك خلاف في وجهات النظر، لكننا تحدثنا بهدوء وفي أجواء إيجابية، ونحن على استعداد لمواصلة هذا النقاش والحوار مع الجانب السعودي حتى نصل إلى نقطة يمكن أن تساعد على حلحلة هذا الملف، ليس لدي شك في أن السعودية تريد مساعدة الشعب اللبناني، ونحن كذلك، لكن الأدوات والوسائل قد تكون مختلفة، ومع ذلك، لدي كل الأمل في أن نصل إلى نقطة مشتركة بيننا".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة الأميركية لكن بضمانات عدم الاعتداء، مبيناً أن ما لم تحققه الضربات العسكرية على المنشآت النووية لن يتحقَّق في أي مفاوضات مقبلة مع واشنطن.

وأوضح أن إيران لطالما دانت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، مبينًا أن هذه الاعتداءات"«نتيجة تقديم تنازلات مفرطة للكيان الصهيوني". وقال: "موقفنا من سوريا واضح تماماً: نحن مع وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سيادتها وحدودها، ونرفض أي مساعٍ لتقسيمها، كما أننا نريد الاستقرار والهدوء في سوريا، فقد أثبتت التجارب أنه في غياب الاستقرار يمكن أن تتحول البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية، وهذا لا يصب في مصلحة أي دولة من دول المنطقة".

ولفت الوزير إلى عدم وجود أي تواصل حتى الآن مع الحكومة السورية الجديدة. وتابع بقوله: "لسنا في عجلة من أمرنا، في أي وقت تصل فيه الحكومة الجديدة في سوريا إلى قناعة بأن العلاقات مع إيران تصب في مصلحة سوريا، حكومةً وشعباً، سنفكر عندها في الأمر".

وأكد عباس عراقجي أن "السعودية دولة كبرى في المنطقة والعالم الإسلامي، وكذلك إيران دولة كبرى في المنطقة، عشنا معاً وسنظل نعيش لسنوات طويلة، والاستقرار في المنطقة يصب في مصلحة الجانبين. أعتقد أن الاستقرار والسلام والهدوء لن تتحقق إلا عبر التعاون بين البلدين، فإيران والسعودية قطبان مهمان في المنطقة".

وأضاف: "نعم، هناك خلافات في وجهات النظر ومنافسة، لكن لا يجب أن تتحول إلى خصومة، فالشعب السعودي أشقاؤنا في الدين، كما أن الشعب الإيراني إخوتكم وأشقاؤكم. أنتم تستضيفون زوار الحرمين الشريفين، والآن سنوياً يؤدي أكثر من 80 ألف حاج إيراني فريضة الحج، ويعودون إلى بلادهم سالمين فرحين، وقبل أيام بدأت حملات العمرة للإيرانيين، ونتوقَّع أن يبلغ عدد المعتمرين هذا العام نحو 400 ألف معتمر".

كما شدَّد: "البلدان مهتمان بالإسلام ومصالح المسلمين وأمنهم، ونحن نسعى بكل الطرق لتحقيق ذلك، والتعاون بيننا يصبُّ في مصلحة العلاقات الثنائية، ومصلحة المنطقة والعالم الإسلامي، ولحسن الحظ، خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً العام الماضي، فُتحت أبواب جديدة في العلاقات بين البلدين، لكن الباب الاقتصادي لم يُفتَح بشكل كافٍ حتى الآن، وهذا يتطلب مزيداً من التخطيط المشترك".

وقال عراقجي "نتمنى أن نرى في المستقبل القريب، كما هي الحال مع عدد الحجاج الإيرانيين إلى السعودية، العدد نفسه من السياح السعوديين يتوجهون إلى إيران، فأنا على يقين أن الطبيعة والثقافة والتاريخ والمعالم الجذابة في إيران ستكون تجربةً ممتعةً لهم، والأهم من ذلك أن هذه الرحلات السياحية ستتيح لهم رؤية الواقع الإيراني بشكل مباشر، بعيداً عن الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام الغربية، فعندما يقوم الزائر بأول رحلة إلى إيران، ستتغير هذه الصورة تماماً".

في رده على سؤال بشأن رفع العلاقات لمستويات أعلى مع مصر، أجاب عراقجي بقوله: "نحن، كأي دولتين عاديتين، لدينا علاقات وتعاون، لكن رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي بين بلدين يحتاج إلى وقته المناسب، ولسنا في عجلة من أمرنا، السفارتان في طهران والقاهرة تعملان حالياً تحت اسم مكتب رعاية المصالح، وكلا القائمَين عليهما يحمل مرتبة سفير".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق