حثت دولة الإمارات على حشد الموقف الدولي لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، ووضع حد للسياسات والممارسات المتطرفة وغير الشرعية للحكومة الإسرائيلية. وأكدت في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الاثنين، أن العالم بدأ يدرك أن إحقاق الحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً، بل هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية، وتعهدت بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة تحت مختلف الظروف.
وترأس خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع، الذي شاركت فيه الدول الأعضاء بوفود عالية المستوى، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وفي مداخلته أمام الاجتماع، أكد المرر، أنه في سياق هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وتبعاتها الخطِرة ليس فقط على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنما على مجمل الأوضاع في المنطقة، يتوجب العمل بحكمة وبصيرة وبشكل موحد لحشد الموقف الدولي حول دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، ووضع حد للسياسات والممارسات المتطرفة وغير الشرعية للحكومة الإسرائيلية والمتطرفين والمستوطنين الإسرائيليين، وتأكيد التزام كافة الأطراف بمقتضيات القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وفي هذا الإطار، عبرت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن رؤية «إسرائيل الكبرى» وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات الاستفزازية التي تعتبر تعدياً سافراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، «إذ نرفض رفضاً قاطعاً أي تهديد لسيادة أي دولة عربية وإسلامية، وندعو إلى ضرورة توقف متطرفي الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق التصريحات أو القيام بأعمال تحريضية». كما عبرت دولة الإمارات عن رفضها لتوجه الحكومة الإسرائيلية وخطتها لاجتياح مدينة غزة واحتلال القطاع، وشاركت في كل البيانات المشتركة الصادرة المنددة بهذه السياسة التي تشكل انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأشار المرر، إلى أنه في ضوء دخول قطاع غزة في حالة المجاعة الفعلية، وفقاً لإعلان الأمم المتحدة، تتضح الطبيعة الكارثية غير المسبوقة للوضع الإنساني الذي يعانيه المدنيون الفلسطينيون في القطاع والحاجة العاجلة والملحة إلى وقف إطلاق النار والسماح بتدفق الإمدادات الإغاثية والإنسانية المنقذة للحياة بسرعة وبكميات كافية ومن دون عوائق وبكل الطرق الممكنة.
وأضاف أنه في ضوء التطورات القائمة في غزة، ظلت دولة الإمارات في مقدمة الدول المانحة لغزة، والقادرة على إيصال المساعدات تحت مختلف الظروف، حيث قدمت ولا تزال أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية المقدمة للقطاع منذ بداية الأزمة، عبر جهود متكاملة نفذت براً وجواً وبحراً، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3».
كما نفذت دولة الإمارات عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على المناطق الأكثر تضرراً في القطاع بمشاركة كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وسنغافورة وإندونيسيا وبالتنسيق مع الأشقاء في كل من الأردن ومصر، وستواصل دولة الإمارات إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه عبر كافة الطرق الممكنة.
وشدد المرر، على أن دولة الإمارات تحذر من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية. كما تندد بالسياسات والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية ضد السكان المدنيين في الأرض الفلسطينية وما يرتكبه المستوطنون من انتهاكات وأعمال عنف واعتداءات على السكان والأعيان المدنية وما يمارسه المتطرفون الإسرائيليون بما في ذلك أعضاء من الحكومة من خطاب تطرف وكراهية وعنصرية وتحريض على العنف.
وأكد أن دولة الإمارات تدعو إلى وقف كل الأنشطة الاستيطانية والتوسعية غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مشروع «E1» غير الشرعي، وكافة الإجراءات الأحادية التي تقوض التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة التي تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.كما تدعو دولة الإمارات إلى ضرورة المحافظة على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشرقية واحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية والوصاية الهاشمية على الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وتثمن جهود الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية رئيس لجنة القدس.
وبيّن المرر، أنه ومع تنامي المبادرات الدولية الهادفة إلى الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، نرى بوضوح أن العالم بدأ يدرك أن إحقاق الحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً، بل هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية تفرضها المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة والقيم التي يحرص المجتمع الدولي على تجسيدها، حيث انضمت دولة الإمارات إلى الإعلان الصادر عن الرئاسة المشتركة للمؤتمر رفيع المستوى لحل قضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين. وتثمن الإمارات، في هذا الصدد، الدور الفعال لكل من المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية الصديقة في رئاستهما المشتركة للمؤتمر، ورحبت بعزم عدد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين. وتعتبر الإمارات هذه الخطوات تحولاً أساسياً لمتابعة مسيرة تجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين. وأكد المرر، أن دولة الإمارات، ستبقى ثابتة في التزامها بدعم تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إنهاء الصراع وتعزيز فرص السلام الشامل والدائم الذي تستحقه شعوب المنطقة كافة.
أخبار متعلقة :