الذهب في قلب الأرض: اكتشاف كمية تقدر بـ 30 مليار طن تتسرب عبر البراكين

أظهرت الدراسات الحديثة أن الذهب في قلب الأرض قد يصل إلى 30 مليار طن، وتتسرب آثاره النادرة إلى السطح عبر الفعل البركاني الطبيعي، مما يعزز فهمنا لعمليات الأرض الداخلية وتفاعلها مع قشرتها على مدى ملايين السنين؛ فتشير هذه النتائج إلى وجود تحولات جيولوجية عميقة تكشف كيف تنتقل المعادن النادرة من الأعماق إلى السطح بطريقة طبيعية مستمرة.

كيفية تسرب الذهب من قلب الأرض إلى سطحها عبر النشاط البركاني

في اكتشاف جديد مبني على تحاليل جيوكيميائية دقيقة، تم الكشف عن بصمات لعناصر نفيسة مثل الذهب والروثينيوم ضمن الحمم البركانية؛ هذا الأمر يؤكد أن المواد التي تنبعث من أعماق الأرض تصل إلى السطح بشكل طبيعي، وليس بطريقة عشوائية. استخدم الباحثون مطياف كتلة عالي الدقة لفحص عينات مأخوذة من براكين هاواي الشهيرة (كيلاويا ولويهي)، التي تتغذى عبر مسارات صاعدة تمتد إلى عمق 3000 كيلومتر، أي عند حدود اللب والوشاح، محققين أدلة نظائرية دقيقة في الروثينيوم والتنغستن. هذه الدلائل تدعم وجود تسرب ضئيل لنواة الأرض المنصهرة إلى السطح عبر هذه النقاط الساخنة، وهو ما يبرز الذهب في قلب الأرض كعنصر متحرك وليس ثابتًا.

أهمية الكشف العلمي عن الذهب في قلب الأرض وتأثيره على فهم العمليات الجيولوجية

رغم أن الكميات المكتشفة من هذه المكونات الأصلية للنواة تعد صغيرة للغاية (تمثل أقل من 0.3% من مجموع المكونات القادمة من اللب)، فإن تداعياتها العلمية مهمة جدًا؛ فقد كانت نواة الأرض تُعتبر لعقود معزولة كيميائيًا منذ 4.5 مليار سنة، لكن هذه الدراسة تقدم دليلًا واضحًا على وجود حلقة تغذية مستمرة تعيد تدوير المعادن والعناصر من أعماق النواة إلى القشرة عبر النشاط البركاني المستمر. هذا الاكتشاف يعيد رسم فهم العلماء لكيفية نقل هذه المواد النادرة من مركز الأرض إلى سطحها عبر ملايين السنين، ما يعزز فهمنا لتطور الأرض وحركتها الجيولوجية.

القيمة الاقتصادية والعلمية للذهب في قلب الأرض ودوره في دراسة الكواكب الأخرى

تتركز الأنظار على تقديرات تشير إلى أن نواة الأرض قد تحتوي نظريًا على ما يصل إلى 30 مليار طن من الذهب، والتي تقدر قيمتها بحوالي 2.77 تريليون يورو، رغم أن العلماء يؤكدون أن هذا الاكتشاف لا يعني إمكانية التعدين أو الاستغلال التجاري. بل إن الهدف الأساسي يكمن في فهم العمليات الداخلية الغامضة للأرض، ومراقبة حركات المعادن النادرة التي تزود العلماء بنافذة فريدة لمتابعة التفاعلات التي تحدث على أعماق الكوكب. علاوة على ذلك، تفتح هذه النتائج آفاقًا مستقبلية لتحليل الصخور البركانية على كواكب أخرى مثل المريخ وزهرة، باستخدام نفس المنهجية؛ وهو ما سيدعم دراسة العمليات الجيولوجية الكونية بشكل أوسع بفهم أعمق.

• تحليل العينات البركانية بدقة باستخدام تقنيات متقدمة
• رصد تسرب المعادن من قلب الأرض إلى السطح
• رصد أثر العناصر النادرة في نشاط الأرض الجيولوجي
• توسيع مجال البحث ليشمل الكواكب الأخرى

يُعيد هذا الاكتشاف المذهل توجيه البحوث العلمية نحو فهم أعمق لسلوك المعادن النادرة، خصوصًا الذهب في قلب الأرض، وعلاقته بالحركة البركانية والصخور البركانية التي تشكل القشرة الأرضية، ما يشرح كيف تترابط مكونات الأرض الداخلية مع كسائها، ويُمد العلماء بمنهجيات دقيقة لاستكشاف أسرار الكواكب داخل نظامنا الشمسي وخارجه.