أسعار الفضة العالمية تتصدر محركات السوق بقفزة قوية، قريبة من مستوياتها الأقصى منذ عام 2011، مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي وتصاعد توقعات المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في حين استقرت أسعار الفضة في السوق المحلية متمسكة بثباتها رغم الاتجاه العالمي الصاعد.

استقرار أسعار الفضة في السوق المحلية مع صعود قياسي عالمي

وفقًا لتقرير مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث، سجلت أسعار الفضة في مصر حالة من الاستقرار خلال الأسبوع الماضي، إذ بلغ سعر جرام الفضة عيار 800 نحو 51.25 جنيهًا، وجرام عيار 925 حوالي 59.25 جنيهًا، بينما استقر سعر جرام عيار 999 عند 64 جنيهًا، بالإضافة إلى ثبات سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند 474 جنيهًا، مع استمرار الإقبال عليه. وعلى العكس من الأسواق المحلية، شهدت الأوقية في الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا؛ حيث بدأت تعاملات الأسبوع عند 37.93 دولارًا، وارتفعت بنحو 2.2% لتغلق عند 38.76 دولارًا، مسجلة أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا. ويُعزى هذا الصعود بشكل رئيسي إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وسط تعاظم توقعات خفض أسعار الفائدة من الفيدرالي، ما يجعل من أسعار الفضة العالمية محور اهتمام المستثمرين والمهتمين بأسواق المعادن النفيسة.

تأثير تصريحات جيروم باول على تحركات أسعار الفضة العالمية

جاء الارتفاع الحاد في أسعار الفضة بعد خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال منتدى جاكسون هول الاقتصادي، حيث عبّر عن تحفظات حول آفاق النمو الاقتصادي وسوق العمل، وهو ما فسّره المتابعون كإشارة ضمنية إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في القريب العاجل. ويدعم ذلك تحليل أداة CME FedWatch، التي رفعت توقعات خفض الفائدة في سبتمبر إلى 91% مقابل 72% قبل الخطاب، مما أثر بشكل مباشر على سوق السندات بانخفاض عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين وعشرة أعوام. كما شهد مؤشر الدولار هبوطًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 97.73 نقطة، مما ساهم بقوة في تعزيز تحركات أسعار الفضة لاختراق مستويات مقاومة تاريخية. هذا التحول جاء نتيجة تفاعل الأسواق المالية مع التوقعات الجديدة، عاكسًا دور هذا المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

الفضة بين الدعم الفني وتحديات السوق المالية الراهنة

يرى محللون أن تداولات الفضة فوق مستويات الدعم الحالية تعكس تشبث المشترين بقوة، مع احتمالية تجاوز سعر الأوقية حاجز 39.53 دولارًا، ما قد يفتح المجال لفترة صعود متجددة للسعر تتجاوز فيها الفضة حاجز 40 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 2011، مؤشرة على موجة إيجابية قوية في السوق. ورغم تسجيل الفضة لبعض التراجع المؤقت منتصف الأسبوع، والذي جاء بسبب ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، حيث انخفض السعر بنسبة 0.5% إلى 37.20 دولارًا، إلا أنها استعادت وتيرتها سريعًا مع تراجع الدولار وتجدد توقعات خفض أسعار الفائدة، مؤكدة على متانة الطلب وديناميكية السوق.

• تراجع الدولار الأمريكي يجذب المستثمرين نحو الفضة
• توقعات خفض الفائدة تعزز الطلب على المعادن النفيسة
• تداول الفضة فوق مستويات الدعم يشير إلى ثقة السوق
• الأسواق المحلية تتسم بالاستقرار رغم الحركة العالمية

تُظهر الحالة الراهنة لأسعار الفضة العالمية والمحلية تعقيدًا في التفاعل بين العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية، حيث تظل الفضة معدنًا ذا أهمية خاصة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان خلال تقلبات السوق المالية، بينما تستمر الأسواق الوطنية في تقديم ثبات نسبي يعكس توجهات العرض والطلب المحلية.