إسرائيل – هاجم الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” عاموس يادلين، امس الاثنين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا إن “هدفه ليس أمن ومصلحة إسرائيل وإنما البقاء السياسي”، داعيا إلى التوصل لاتفاق مع حركة الفصائل الفلسطينيةحتى لو كان جزئيا”.
وقال يادلين في حديث لإذاعة “103 اف ام” الإسرائيلية: “هدف نتنياهو الاستراتيجي لا ينبع من أمن إسرائيل ومصالحها الوطنية، بل من بقاءه السياسي”.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق: “كسب الوقت هو الاستراتيجية، ولذلك فهو (نتنياهو) لا يقرر مغادرة وفد (المفاوضات غير المباشرة مع حركة الفصائل)، أو من سيرأسه، أو إلى أين سيذهب”.
ويماطل نتنياهو في الرد على مقترح الاتفاق الأخير الذي وافقت عليه حركة الفصائل، فيما تؤكد المعارضة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء يطيل أمد الحرب لبقاء حكومته، إذ يهدد وزراء بالانسحاب منها ما يهدد بتفكيكها حال التوجه لإبرام اتفاق ينهي الحرب.
وفي هذا الصدد، قال يادلين: “على رئيس الوزراء أن يقنعنا إن كان يهتم أصلاً، لأنه يبدو لي أنه لم يعد يُراعي الرأي العام في إسرائيل أو حتى رئيس أركانه (إيال زامير)”.
وتضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة على نتنياهو من أجل القبول بالاتفاق المعروض، لكنه يدفع باتجاه احتلال مدينة غزة رغم تحذيرات الجيش من أن هذه العملية ستؤدي إلى مقتل أسرى وجنود.
والأحد حذر زامير، خلال زيارة لقاعدة سلاح البحرية في حيفا (شمال)، نتنياهو، من أنّ “احتلال مدينة غزة قد يشكل خطرا شديدا على حياة المحتجزين”، مبينا أن “الجيش وفّر الشروط لإتمام” صفقة التبادل.
وفي وقت سابق اليوم، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه معهد “أغام” للأبحاث (خاص)، أن 74 بالمئة من الإسرائيليين قالوا إنهم يؤيدون إنهاء الحرب على غزة ضمن صفقة لتبادل أسرى، بينما رفض ذلك 26 بالمئة.
وفي إشارة إلى إمكانية العودة للحرب حتى بعد التوصل إلى اتفاق، اعتبر يادلين أن “كل ما تحصل عليه حركة الفصائل في المفاوضات قابل للتراجع، لكن هناك قضايا لا رجعة فيها”.
وأكمل: “حياة إخواننا ومقاتلينا، هذا التزام أخلاقي على الحكومة بسبب حدث وقع خلال فترة ولايتها، وعليها وضع وقف الحرب على الطاولة، وكان ينبغي علينا القيام بذلك قبل عدة أشهر”.
وأضاف: “العالم أجمع يريد وقف الحرب، إذا كان رئيس الوزراء ينوي حقًا إنهاء الحرب، فيمكنه اللجوء إلى الاتفاق الجزئي”.
وفي إشارة إلى مقترح الوسطاء الذي قبلت به حركة الفصائل، دعا يادلين إلى “استغلال مهلة الستين يومًا التي يوفرها وقف إطلاق النار المؤقت على الطاولة”.
وينص المقترح الذي قبلته حركة الفصائل على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما مقابل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 أموات وانسحاب الجيش إلى مواقع قريبة من حدود قطاع غزة وإدخال مساعدات إنسانية وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال يادلين: “هناك عشرة مختطفين يمكن رؤيتهم في منازلهم غدًا تقريبًا، يجب أن يكون جزءًا من الاتفاق زيارة الصليب الأحمر للعشرة المتبقين، لضمان حصولهم على الطعام والرعاية الطبية”، مشيرا إلى أن حركة الفصائل مهتمة جدًا بوقف إطلاق النار”.
وتابع: “لدينا أدوات ضغط لكننا لا نستخدمها، لن توافق حركة الفصائل على نزع كامل السلاح وسيطرة أمنية إسرائيلية، لكنها ستوافق على جميع الأمور الأخرى برأيي”.
وأضاف مفسرا: “ستوافق (حركة الفصائل) على التخلي عن الحكم المدني وحقيقة إنه يجب إعادة جميع الرهائن، وأن تسيطر إسرائيل إلى حد ما على إعادة إعمار غزة، هناك مجال كبير هنا للمفاوضات، ولكنها ببساطة لم تبدأ”.
الأناضول
0 تعليق