الهند تستأنف استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية بعد توقف مؤقت، حيث عادت شركات التكرير الحكومية مثل “إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم” إلى التعاقد على شحنات الخام الروسي بعد انقطاع ناتج عن تحديات الدفع والعقوبات الغربية، مع اعتماد آليات مالية جديدة وخطوط مصرفية تتجاوز العقوبات الأميركية والأوروبية.
كيفية استئناف الهند استيراد النفط الروسي رغم العقوبات والتحديات المالية
قد يهمك أسعار الدولار مقابل الليرة التركية اليوم وتأثير تحركات السوق الجديدة عليها
واجهت الهند خلال الأسابيع الماضية توقفًا مؤقتًا في استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية نتيجة صعوبات متعلقة بآليات الدفع وتعديلات تنظيمية بموجب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا؛ غير أن الشركات الهندية المملوكة للدولة تمكنت من استئناف التعاقد على الخام الروسي عقب التوصل إلى تسويات مالية بديلة تعتمد على استخدام عملات أخرى غير الدولار، مع تفعيل قنوات مصرفية لا تخضع للعقوبات الأميركية والأوروبية، لتمكين استمرارية تدفق النفط الخام من موسكو. وتعد هذه الخطوة دليلاً على قدرة الهند على تجاوز التحديات التقنية والمالية، مما يعزز مرونتها في التعامل مع التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المعقدة.
التوازن الإستراتيجي للهند في استيراد النفط الروسي رغم الضغوط الدولية
تابع أيضاً أسعار الدولار مقابل الريال السعودي اليوم وتأثيرها على السوق المصرفي المحلي
بالرغم من الضغوط الغربية المتزايدة على نيودلهي لتقليص اعتمادها على النفط الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا، حافظت الهند على تعاونها الاستراتيجي مع روسيا في قطاع الطاقة، مدفوعةً بالمزايا الاقتصادية المكتسبة من الخام الروسي، الذي يتميز بأسعار مخفضة وفرص إمداد طويلة المدى تلبي الحاجة المتنامية للسوق المحلية. وأكد مسؤول في وزارة النفط والغاز الطبيعي الهندية أن العودة لاستيراد النفط الروسي جاءت عقب إتمام الترتيبات الفنية والمالية، مع الحرص على تحقيق نوع من التوازن بين اعتبارات التنمية الاقتصادية الوطنية ومتطلبات الأمن الطاقوي، مما يبرهن على حرص الهند على حماية أمنها الطاقوي دون التنازل عن مصالحها الاقتصادية.
دور النفط الروسي في تعزيز مزيج الطاقة الهندي خلال الأزمات العالمية
تابع أيضاً أسعار الذكاء الاصطناعي ترتفع مع تحول مصدر الإماراتي من الهيدروجين إلى التقنية الحديثة
شهد الطلب الهندي على النفط الروسي زيادة ملحوظة منذ بداية 2022، حيث ارتفعت حصة روسيا لتصبح ضمن أفضل موردي النفط الخام للهند، بعد أن كانت في مراتب متأخرة قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا؛ وتُقدر نسبة النفط الروسي ضمن واردات الهند لعام 2023 بحوالي 40%، مدفوعةً بخصومات تصل إلى 20% على خام “أورال” مقارنة بأسعار الخام القادم من الشرق الأوسط أو أفريقيا، ما يجعل النفط الروسي خيارًا اقتصاديًا جذابًا في ظل التقلبات السعرية العالمية. ويتزامن استئناف الهند لاستيراد النفط الروسي مع توترات متزايدة في الأسواق العالمية بسبب تخفيضات الإنتاج المستمرة من قِبل تحالف “أوبك+” وتذبذب الأسعار التي تجاوزت مؤخرًا حاجز 85 دولارًا للبرميل، مما يزيد من أهمية النفط الروسي في تغطية الاحتياجات الهندية.
- اعتماد آليات دفع بديلة لتجاوز العقوبات
- شركات تكرير حكومية كبرى تشارك في الاستيراد
- خصومات سعرية جذابة على النفط الروسي
- توازن بين الأمن الطاقوي والمصالح الاقتصادية
السنة | نسبة النفط الروسي من الواردات الهندية |
---|---|
2022 | 25% |
2023 | حوالي 40% |
الهند تثبت من خلال استئنافها لاستيراد النفط الروسي قدرتها على التكيف مع الظروف الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة، مما يعزز دور النفط الروسي كتشكيلة رئيسية في مزيج الطاقة الهندي، ويضمن استقرار الإمدادات وسط عالم متقلب. تتجلى أهمية هذه الخطوة في دعم الطلب المحلي على الطاقة وتسريع التنمية الاقتصادية، مع الحفاظ على مرونة التعامل مع الضغوط الدولية والمنافسات العالمية.
0 تعليق