تراجع قيم الذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات حول استدامة النمو وتأثيره الحالي

ra 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

فقاعة الذكاء الاصطناعي تلقي بظلالها على أسواق المال بعد خسائر تاريخية في أسهم التكنولوجيا، إذ تلاشت تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال أيام قليلة، مما أشعل المخاوف حول مبالغة في التسعير مقارنة بالعوائد البطيئة من الاستثمارات الضخمة، لاسيما مع تقرير معهد ماساتشوستس التقني الذي أوضح أن 95% من مشاريع الذكاء الاصطناعي لم تحقق أي عوائد فعلية، وسط مضاربات رابحة غير مسبوقة على أسهم مثل مايكروسوفت وإنفيديا وميتا.

تأثير فقاعــة الذكاء الاصطناعي على أسواق المال العالمية

تابع أيضاً تغيرات كبيرة في أسعار الخضراوات والفاكهة يوم السبت 23 أغسطس 2025.. تعرف على التفاصيل الآن

شهدت أسواق المال العالمية اضطرابات حادة مع خسائر غير مسبوقة في أسهم الشركات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تفجرت موجة بيع قصيرة مكّنت المضاربين من تسجيل مكاسب تجاوزت 2.8 مليار دولار خلال يومين، مع تجاوز قيم صفقات البيع المكشوف 5.6 مليار دولار. وأفادت تقارير رويترز بتقلبات ملحوظة في مؤشر ناسداك، خاصة في أسهم الرقائق والبرمجيات، بالتزامن مع ترقب المستثمرين لنبرة الاحتياطي الفدرالي في اجتماع «جاكسون هول»، فيما أعلنت مصادر أخرى تقديرات بخسائر تقترب من تريليون دولار في أسواق الذكاء الاصطناعي خلال أيام قليلة. ويرافق هذا التراجع الكبير تساؤلات جوهرية عن مدى توافق العائدات الفعلية مع حجم الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي، في ظل مخاوف تفاقم فقاعة التسعير التي بدأت تظهر بوادرها بشكل جلي بعد صعود الصناعة السريع منذ العام 2022. كما وثّقت «وول ستريت» أسوأ أداء أسبوعي لها منذ فترة طويلة، مع خسائر مئات المليارات التي تكبدتها شركات عملاقة مثل إنفيديا، مايكروسوفت، وبلانتير، والتي كانت رموزًا للنجاح في قطاع التكنولوجيا.

لماذا تتصاعد المخاوف من فقاعــة الذكاء الاصطناعي؟

قد يهمك أسعار الذهب في العراق اليوم السبت وتأثير تقلبات الدولار والدينار على السوق المحلية

يرتبط الحديث عن فقاعــة الذكاء الاصطناعي ارتباطًا وثيقًا بالحجم الهائل للإنفاق الرأسمالي الذي تشهده الشركات التقنية الكبرى؛ إذ من المقرر أن تصل المبالغ الموجهة لهذا العام إلى 400 مليار دولار، وهو يفوق بالكامل ما أنفقه الاتحاد الأوروبي على الدفاع في عام 2024. وفق تقرير «وول ستريت جورنال»، تستثمر كبرى الشركات مثل مايكروسوفت، غوغل، أمازون، وميتا بشكل أساسي في بناء بنية تحتية ضخمة، تشمل مراكز بيانات متطورة وخوادم ومعالجات متقدمة، بحيث تتوقع مورغان ستانلي أن يصل حجم الإنفاق الكلي بين 2025 و2028 إلى 2.9 تريليون دولار، قد تساهم بإضافة تصل إلى 0.5% من نمو الاقتصاد الأمريكي خلال فترة سنتين. وتزداد المخاوف بسبب الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن تشغيل هذه البنية التحتية، حيث تشير تقديرات «غولدمان ساكس» إلى ارتفاع استهلاك مراكز البيانات للطاقة بنسبة 50% بحلول عام 2027، وبنسبة تصل إلى 165% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2023، ما قد يؤدي إلى تحول البنية التحتية الطاقية إلى معيق رئيسي. ويستحوذ الذكاء الاصطناعي على حوالي 4% من استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة داخل عام 2025، مع توقعات بزيادة النسبة إلى 12-15% بحلول 2030. في المقابل، حذرت تقارير عدة من تضارب واضح بين حجم الإنفاق الفلكي والعائدات المحدودة التي تُظهرها العديد من المشاريع، ما يعزز الشكوك حول فعالية تحويل الاستثمارات إلى أرباح ملموسة.

العنصر التوقعات حتى 2030
حجم الإنفاق على بنية الذكاء الاصطناعي (ترليون دولار) 2.9 بين 2025 و2028
زيادة استهلاك الطاقة لمراكز البيانات 50% بحلول 2027 و165% بحلول 2030
نسبة استهلاك الذكاء الاصطناعي للكهرباء في الولايات المتحدة 4% عام 2025 و12-15% عام 2030

السيناريوهات المستقبلية لفقاعــة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المالي

تابع أيضاً أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 تواصل الارتفاع وتأثيره على عيار 21 بالمصنعية

تطرح مؤسسات مالية كبرى عدة سيناريوهات محتملة لتطور أسواق الذكاء الاصطناعي في ضوء هذه التذبذبات؛ أولها سيناريو «تصحيح إيجابي»، حيث تُعاد التقييمات إلى مستويات أكثر واقعية ومتناسقة مع معدل نمو الإيرادات، مع استمرار الإنفاق على البنية التحتية بوتيرة مدروسة، وهو ما تدعمه دراسات تشير إلى متانة الأساسيات رغم تباطؤ وتيرة النمو. ثانيًا، سيناريو «انكماش ممتد»، الذي يتوقع فشل المشاريع المؤسسية في تحقيق عوائد ملموسة، مما يؤدي إلى تراجع حاد في أسهم الذكاء الاصطناعي والمعسكرات المرتبطة به. ثالثًا، سيناريو «إعادة التسعير الانتقائي»، حيث تظل استثمارات البنية التحتية أكثر قدرة على الصمود مقارنة بقطاعات البرمجيات التي تواجه ضغوطًا متكررة بحسب مؤشرات الإيرادات الفعلية. في الوقت ذاته، تستبعد التحليلات الموثوقة تكرار سيناريو فقاعة الإنترنت التي شهدها عام 2000، وذلك بسبب الاستخدامات العملية التي أثبتها الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب والبحث والتعليم، رغم أن سرعات تحقيق العوائد لا تزال تمثل مبررًا للشك.

  • تصحيح إيجابي مع نمو معتدل ومستمر
  • انكماش ممتد مع تراجع في الإنفاق والعوائد
  • إعادة تسعير انتقائي بين قطاعات البنية التحتية والبرمجيات

تعزز تقارير البنوك الاستثمارية توجهات تؤكد أن عوامل القوة طويلة الأمد في الذكاء الاصطناعي تفوق احتمالات الفقاعة، رغم توقع تصحيحات قد تكون مؤلمة. الأهم أن ما حدث مؤخرًا لا يشير إلى فقاعة نهائية، بل يسلط الضوء على هشاشة القطاع وصعوبة تحويل حجم الإنفاق الهائل إلى دخل وربحية فعلية، وهو عامل يرفع من مخاطر استمرار التقلبات والتصحيحات في سوق الذكاء الاصطناعي لفترة قادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق