شنت روسيا، ليل الأربعاء/الخميس، أعنف هجوم على أوكرانيا منذ أيام قمتي ألاسكا والبيت الأبيض، مستخدمة عدداً قياسياً من الطائرات المسيّرة والصواريخ. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عرقلة جهود السلام، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أوكرانيا «غير مهتمة» بتسوية طويلة الأمد ومصرة على ضمانات أمنية، مشدداً على رفض بلاده نشر قوات أوروبية في أوكرانيا. من جهته، اشترط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم ضمانات أمنية قبل أي لقاء محتمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمنع هجمات روسية مستقبلية.
وجاء الهجوم الروسي على أوكرانيا ليكون الأعنف منذ منتصف يوليو، حيث استخدمت القوات الروسية عدداً قياسياً من الطائرات المسيّرة والصواريخ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واستهداف منشآت للطاقة وأخرى مدنية بينها مصنع أمريكي للإلكترونيات في غرب البلاد.
وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن موسكو أطلقت خلال الهجوم 574 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً، وهو العدد الأكبر منذ منتصف يوليو، مؤكدة أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 546 مسيرة و31 صاروخاً، إلا أن القصف أصاب 11 موقعاً في مناطق مختلفة، وسقطت شظايا في ثلاثة مواقع أخرى.
وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن إحدى منشآت البنية التحتية للغاز تعرضت لهجوم ليلي، فيما أوضح مصدران في قطاع الغاز أن الضربة الروسية استهدفت محطة لضغط الغاز في شرق البلاد.
وقالت السلطات في منطقة زاكارباتيا بغرب أوكرانيا إن صاروخاً أصاب مصنعاً أمريكياً للإلكترونيات في بلدة موكاتشيفو، ما أسفر عن إصابة 15 شخصاً وتدمير منشآت تخزين داخل المجمع الصناعي.
وندد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها بالهجمات، مؤكداً أنها استهدفت «منشآت مدنية بالكامل لا علاقة لها بالدفاع أو الجيش»، ومذكّراً بأن روسيا سبق أن ضربت شركات أمريكية في أوكرانيا، بينها مكاتب «بوينغ» في كييف في وقت سابق من العام.
من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الروسية التي استهدفت مناطق سكنية في أوكرانيا ليل الأربعاء–الخميس، تؤكد «غياب الإرادة الروسية للانخراط في مفاوضات جادة»، مؤكدة دعمها مبادرة ترامب للسلام.
في المقابل، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي، إن «النظام الأوكراني يركز على قضايا ضيقة تدل على غياب الرغبة في تسوية مستدامة وعادلة»، مضيفاً أن توسع حلف شمال الأطلسي نحو حدود روسيا يمثل سبباً رئيسياً للنزاع، ومشدداً على رفض موسكو أي انتشار لقوات أوروبية في الأراضي الأوكرانية.
وأوضح أن أي مقترحات تتجاوز ما جرى بحثه في محادثات إسطنبول عام 2022 هي «أفكار لا طائل منها»، مؤكداً استعداد الرئيس فلاديمير بوتين للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شريطة الاتفاق مسبقاً على القضايا الجوهرية.
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني على أن أي لقاء مع بوتين مرهون بالحصول على ضمانات أمنية قوية تكفل ردع هجوم روسي محتمل.
وأشار أن بلاده تعمل على صياغة تفاهم حول هيكلية هذه الضمانات خلال أسبوع إلى عشرة أيام، بما يمهد لاجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع ترجيح عقده في سويسرا أو النمسا أو تركيا، واستبعاد المجر المقربة من الكرملين.
واستبعد زيلينسكي أن تكون الصين ضامناً، معتبراً أنها لم تساعد في وقف الحرب وأسهمت في دعم موسكو عبر سوق الطائرات المسيّرة.
وحذّر من تعزيزات عسكرية روسية على الجبهة الجنوبية في زابوريجيا ونقل قوات من كورسك، معلناً نجاح بلاده في اختبار صاروخ كروز بعيد المدى «فلامنغو» يصل مداه إلى ثلاثة آلاف كيلومتر، مع خطط لبدء الإنتاج الواسع في فبراير المقبل لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.
0 تعليق