الحضور الإيراني في لبنان: رسائل ردع أم رسائل تفاوض؟!

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحضور الإيراني في لبنان: رسائل ردع أم رسائل تفاوض؟!, اليوم السبت 16 أغسطس 2025 04:09 صباحاً

لم تكن زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ​علي لاريجاني​ إلى بيروت حدثًا سياسيا عابرا، بل رسالة من العيار الثقيل، موجهة إلى الداخل ال​لبنان​ي، مفادها ان ​حزب الله​ ليس وحيدا، وظهره محمي بدعم سياسي وعسكري من طهران، وإلى الخارج أيضاً لتقول إن إيران ما زالت لاعبا حاضرا في ملفات المنطقة، من بغداد إلى بيروت، وفي الميدان النووي كما في ساحات الاشتباك غير المباشر مع إسرائيل.

لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو كيف يحوّل لبنان هذا الدعم إلى "شراكة استراتيجية" تخدم مصالحه أولًا فلا تبقى العلاقة محصورة بين إيران ومكوّن طائفي لبناني حصراً، وكيف ينظر هذا المكون للموقف الإيراني؟.

لا يُمكن إنكار الدعم الإيراني للحزب في لبنان والمنطقة كأمر واقع، ولكن بحسب خصوم طهران فإن هذا الدعم يتأثر بملفات التفاوض مع الغرب، أي أن ساحة لبنان تشكل ورقة ضغط أو مقايضة إيرانية يستخدمها المفاوض بالتصعيد حيناً والتهدئة احياناً بحسب مسار التفاوض لديه، ولذلك لا مصلحة للبنان بهذا الدعم ولا بهذه الزيارة.

يرى هؤلاء أن العلاقة مع إيران لن تستوي طالما أن طهران تعتبر حزب الله فريقاً إيرانياً هدفه الدفاع عن مصالح طهران قبل الدفاع عن مصالح لبنان، وتعتبر أن الشيعة في لبنان هم كامتداد لها، علماً أن العلاقة بين الشيعة في لبنان، ليس فقط حزب الله، والشيعة في إيران ليست علاقة طائفيّة، فليس كل الشيعة مؤمنون بمشروع المقاومة ضد المشروع الإسرائيلي، وهنا ليس الحديث عن لبنانيون بل على امتداد العالم، وبالتالي شيعة لبنان ينظرون للعلاقة مع إيران على أنها سياسية بالدرجة الأولى، ولا بد ان تحقق مصالح الطرفين.

تُشير مصادر شيعية متابعة إلى أن الحضور الإيراني في لبنان والمنطقة لا يجب أن ينحصر بإطار الموقف السياسي، او الاقتصادي، فالوضع الراهن دقيق جداً، والحزب والشيعة في لبنان خسروا الكثير في معركتهم الاخيرة مع العدو الإسرائيلي لأنه استفرد بالجبهات، مشددة على أن ما كانت تخشى إيران من الوصول إليه سابقاً، وهو الحرب الاسرائيلية –الأميركية عليها قد وقع وبالتالي يُفترض أن الحال قد تبدل اليوم.

بحسب المصادر فإن الدعم إلى جانب السياسة والموقف يجب أن يكون دعماً عسكرياً مباشراً، بمعنى أن مصلحة لبنان اليوم هي بعدم الإنصياع لمطالب الإستسلام الإسرائيليّة، ومصلحة الجنوب وأهله الصمود بوجه المشروع الإسرائيلي الذي يُريد أكل الجنوب وربما كل لبنان بسياق تنفيذ خريطة إسرائيل الكبرى، لذلك فإن المصلحة تقتضي أن نكون إلى جانب إيران بحال أرادت التفاوض بملفات المنطقة ككل ليكون الموقف أقوى، بشرط أن تكون مصلحة لبنان واللبنانيين أولوية لديها، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات، والمصلحة تقتضي أيضاً أن تكون إيران إلى جانب لبنان عسكرياً بحال لم تفضِ المفاوضات إلى نتيجة ووصلنا إلى حرب إسرائيلية جديدة على لبنان.

تشدّد المصادر عبر "النشرة" على أن وجود إيران في المشهد اللبناني يجب أن يُستثمر كعنصر ردع أمام إسرائيل، بحيث تصبح أيّ مغامرة عسكريّة إسرائيليّة محفوفة بمخاطر التصعيد الإقليمي، مشيرة إلى أن الرسالة التي يجب أن تُرسل إلى تل أبيب هي أن أي حرب على لبنان لن تكون محصورة فيه، بل ستتدحرج إلى جبهات أخرى، فوراً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق