شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، حيث تجاوزت نسبة الصعود 2%، مما ساعد المعدن النفيس على الوصول إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من أسبوع، يعود هذا الصعود بشكل أساسي إلى انخفاض قيمة الدولار وزيادة الطلب في الأسواق العالمية على الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية. يأتي هذا التحسن في ظل بيانات معقدة للمستثمرين تبحث عن حماية استثماراتها في ظل الضبابية الرأسمالية.

ارتفاع أسعار الذهب بأكثر من 2% مع انخفاض الدولار

سجلت أسعار الذهب زيادة بنسبة 2.1% في التعاملات الفورية لتصل إلى 3359.34 دولار للأوقية، بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة ارتفاعًا بنفس النسبة لتصل إلى 3383.60 دولار، ويرتبط هذا الارتفاع ببعض التحولات في أداء الأسواق المالية، خصوصًا مع انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% أمام سلة من العملات الرئيسية، بالإضافة إلى تجدد المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، هذه العوامل ساهمت في تعزيز شراء المعدن النفيس وجعله الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

عوامل الدعم وراء ارتفاع الذهب

أدت مجموعة من الظروف السياسية والاقتصادية إلى تعزيز جاذبية الذهب في الأسواق، فقد ضعف الدولار الأمريكي مع ضغوط تنافسية أمام سلة العملات العالمية، كذلك تسببت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين في زيادة منسوب القلق في السوق، خاصة مع تهديدات التصعيد الجمركي بين الجانبين، بالإضافة إلى توترات جيوسياسية أخرى مثل الهجمات الأوكرانية الأخيرة على روسيا، ونتيجة لذلك ارتفع الطلب على الذهب مع انتشار مشاعر العزوف عن المخاطرة بين المستثمرين الباحثين عن أصول أكثر أمانًا في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

توقعات حول أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب

ينتظر المستثمرون تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وصناع السياسات هذا الأسبوع للحصول على إشارات واضحة حول اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية، يمكن للمعدن النفيس الاستفادة بقوة من توقعات الفائدة المنخفضة خاصة إذا تزامنت مع استمرار التوترات الدولية، إذ يعمل الذهب كأداة حماية ضد تقلبات السوق وانخفاض قيمة العملات، هذه الديناميكيات تضيف قوة لاستمرار الصعود الحالي للذهب وتثبيت مكانته كخيار استثماري آمن خلال الظروف غير المستقرة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، تشير البيانات إلى أداء متباين ساهم في زيادة الاهتمام بهذا القطاع، حيث ارتفعت الفضة بنسبة كبيرة بلغت 3.2% لتصل إلى 34 دولارًا للأوقية، أما البلاتين فقد تراجع بشكل طفيف بنسبة 0.2% ليبلغ 1054.25 دولار،فيما شهد البلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.8% مسجلًا 987.85 دولار، هذا التباين يعكس مرونة الأسواق تجاه الطلب على مختلف المعادن النفيسة بحسب تطورات الأسواق والاهتمام الاستثماري.

بيانات تحليلية لأسعار الذهب والمعادن النفيسة