شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تجاوزت 2% خلال تداولات يوم الاثنين، لتسجل أعلى مستوياتها خلال أكثر من ثلاثة أسابيع، حيث جاء هذا الارتفاع بسبب تراجع قيمة الدولار الأمريكي وتزايد المخاطر الجيوسياسية وعدم الوضوح الاقتصادي العالمي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الأصول الآمنة. كما صعدت قيمة العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2.5% لتصل إلى 3,397.20 دولار للأوقية.

أسعار الذهب هي الوجهة الآمنة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية

انعكس تصاعد التوتر الجيوسياسي والضبابية الاقتصادية بشكل كبير على طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، فقد شملت الأحداث الضاغطة تهديدات فرض تعريفات جمركية على الصلب والألومنيوم بنسبة تصل إلى 50% في الولايات المتحدة بالإضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين بشأن الاتفاقيات التجارية، وقد أوجز نائب رئيس “Zanier Metals”، بيتر غرانت، أن تلك التهديدات عززت الميول للأصول الآمنة مثل الذهب، ومع ذلك فإن العملات الأخرى المنافسة لا تزال تواجه الاضطرابات مما يجعل الذهب خياراً أكثر جذباً.

تأثير أسعار الفائدة على قيمة الذهب

في ظل بيئة اقتصادية تسودها التوترات، تراقب الأسواق عن كثب قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، حيث تشجع معدلات الفائدة المنخفضة الطلب على الذهب كونه لا يولد عائداً مباشراً، تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال الأسبوع الحالي تعد أساسية في تحديد توقعات المستثمرين لمسار أسعار الذهب في المستقبل، وتعد بيئة التقلبات المالية والمخاطر التجارية محفزاً رئيسياً لهذا الصعود الواضح في سوق الذهب.

الاضطرابات التجارية تعزز الطلب على المعادن

تجددت المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد اتهام الرئيس الأميركي الصين بمخالفة الاتفاقيات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية على المعادن النادرة، كما ذكر وزير الخزانة الأميركي أن التحاور قد يعود بين الجانبين لإيجاد حلول، ومع هذه التوترات العميقة ازدادت رغبة المستثمرين في التوجه نحو المعادن الآمنة، وهو الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تعزيز قيمة الذهب خلال الفترة الأخيرة.

أسعار المعادن الأخرى في ظل تقلبات السوق

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، حيث قفزت كذلك أسعار الفضة بنسبة 4.7% لتصل إلى 34.54 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى تسجله منذ 23 أكتوبر، كما ارتفعت قيمة البلاتين إلى 1,062.10 دولار للأوقية بنسبة 0.6%، بينما صعد البلاديوم بنسبة 1.8% ليسجل 988.19 دولار، وتأتي هذه المكاسب مدفوعة بالتوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية فضلاً عن توقعات تأرجح الطلب على المعادن في الأسواق العالمية.