ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مؤخرًا، حيث سجّلت زيادة تُقدّر بنسبة 1.9% لتصل إلى 3,352.69 دولارًا للأوقية، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاطر التجارية على الساحة العالمية، هذا الارتفاع يأتي وسط تصريحات وإجراءات قد تؤثر على المناخ الاقتصادي، لا سيما مع تراجع الدولار وتفاقم النزاعات التجارية العالمية بين دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

ارتفاع أسعار الذهب يوازي انخفاض الدولار

شهد سعر الذهب الفوري وصعود العقود الآجلة للذهب مؤخراً زيادة كبيرة نتيجة لإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، حيث أدى ضعف الدولار إلى تعزيز جاذبية المعدن الأصفر بين المتداولين، وقام الدولار بالتراجع بنسبة 0.5% مقابل العملات الأخرى بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مضاعفة الرسوم الجمركية إلى 50% على واردات الصلب والألمنيوم؛ تلك الخطوة أثارت استجابة قوية من الصين وردود فعل متباينة في الأسواق العالمية.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

تصاعدت حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا مؤخرًا، مما ساهم في دعم زيادة أسعار الذهب، حيث صعّدت الدولتان هجماتهما العسكرية قبيل محادثات السلام في إسطنبول، وبالتزامن مع ذلك، كانت هناك تصريحات دفعت الأسواق نحو ترقب خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وغيره من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع لمؤشرات جديدة تتعلق بالسياسة النقدية، الذهب غالبًا ما يُعتبر ملاذًا آمنًا في ظل هذه الظروف المضطربة؛ لهذا كانت الأسعار تتجه نحو المزيد من الارتفاع مع تفاقم الأوضاع.

الأسباب الداعمة لزيادة الطلب على الذهب

الطلب على الذهب كان مدفوعًا بعدة عوامل أساسية في الآونة الأخيرة:

• تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك النزاع حول المعادن الأساسية.
• تصريحات ترامب المتعلقة برفع الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم وزيادة القيود على الصادرات الصينية.
• تصريحات التحفيز الاقتصادي، مثل دعم خفض أسعار الفائدة من قبل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى ضعف الدولار.
• التوترات الجيوسياسية المستمرة بين الدول الكبرى مثل روسيا وأوكرانيا.

تأثير النزاعات على المعادن الأخرى والبورصات

لم يكن الذهب وحده الحاصل على نصيب من الاهتمام، فقد ارتفع عدد من المعادن النفيسة نتيجة تراجع الدولار؛ الفضة ارتفعت بنسبة 1.3% مع تسجيل مستويات قياسية جديدة، أما النحاس فقد شهد ارتفاعًا بنسبة 0.7% رغم الإشارات الدالة على استمرار التباطؤ الاقتصادي في الصين، في الوقت ذاته، تأثرت البورصات العالمية بالتوترات حيث تراجعت الأسهم نتيجة تعقيد المشهد التجاري والسياسي؛ الأسهم الأمريكية تخلت عن بعض المكاسب التي سجلتها مؤخراً، في حين واصلت الأسواق الأوروبية نزيف النقاط.

ما هو مستقبل الذهب في ظل هذه الأوضاع؟

التوقعات تشير إلى أن أسعار الذهب ستظل مستقرة نسبيًا عند مستويات مرتفعة في حال استمرار الحالة الراهنة؛ أي تدهور إضافي في العلاقات الدولية أو تصعيد في السياسات الجمركية قد يعزز الطلب على الذهب، كما أن أي تصريحات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي قد تؤثر على توجهات السوق بشأن المعدن الأصفر، وبالتالي إمكانية تحقيق المزيد من الصعود في الأسعار، الذهب يبقى الخيار الأمثل للمستثمرين في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تتسم بعدم اليقين الاقتصادي والسياسي.