أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عمرو طلعت، أن خدمات الجيل الخامس على وشك الإطلاق في مصر، مشيرًا إلى أن هذه التقنية ستدفع البلاد نحو مستقبل رقمي متكامل، جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأمن السيبراني، الذي شهد مشاركة واسعة من مسؤولين وسفراء دول عربية، وأوضح الوزير أن تطور تقنيات الاتصالات يتطلب جاهزية رقمية وأمنًا سيبرانيًا قويًا لتعزيز حماية البنية التحتية الرقمية.

الجيل الخامس محور التحول الرقمي

يشكل الجيل الخامس خطوة محورية نحو تسريع التحول الرقمي في مصر، حيث يقدم سرعات إنترنت فائقة وإمكانات غير مسبوقة في دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، وأكد وزير الاتصالات أن تبني هذه التقنية يتوازى مع تنفيذ استراتيجية وطنية للأمن السيبراني ترتكز على تطوير البنية التحتية وتعزيز الحماية الرقمية في مواجهة التهديدات المتزايدة، وقد شدد على أهمية تأمين الأنظمة ضد مخاطر الهجمات السيبرانية التي باتت أكثر تعقيدًا مع تطور تقنيات الحوسبة الكمية، مما يتطلب تطوير حلول آمنة وفعالة.

الأمن السيبراني والتحديات المصاحبة

تعد قضية الأمن السيبراني من القضايا الاستراتيجية البارزة التي تواجهها الحكومات والمؤسسات على مستوى العالم، وأكد الوزير أن التحديات السيبرانية تمتد لتشمل تهديدات قد تضر بالسيادة والاستقرار الرقمي، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة وكذلك الأفراد لبناء بيئة تقنية آمنة ومستدامة، وأشار إلى أن مصر تتبنى خطة واسعة تمتد لمدة خمس سنوات تنفذها هيئة الأمن السيبراني لتعزيز الجاهزية الوطنية في هذا الإطار، حيث تركز هذه الخطة على حماية البيانات والبنى الحيوية من الهجمات الإلكترونية المحتملة.

تحديات الحوسبة الكمية وأثرها على الأمن السيبراني

تطرق الوزير إلى الدور المرتقب لتقنيات الحوسبة الكمية في تشكيل مستقبل الأمن السيبراني، حيث أشار إلى أن هذه التقنيات تمتلك قدرات هائلة قد تُستخدم لاختراق نظم التشفير التقليدية، مما يستدعي تطوير حلول تعتمد على تقنيات مقاومة تتماشى مع المتطلبات المستقبلية، وأبرز الوزير أن التحديات لم تقتصر على الجانب التقني فحسب، بل امتدت إلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي كذلك، مما يتوجب وضع استراتيجيات شاملة تعزز من صمود البنية التحتية الرقمية.

التهديدات السيبرانية في عصر الجيل الخامس

مع قرب إطلاق الجيل الخامس، تتضاعف التهديدات السيبرانية بشكل ملحوظ، وتُظهر الإحصائيات العالمية أن الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك تلك باستخدام برمجيات الفدية، تحدث بوتيرة متزايدة تصل إلى هجوم كل 11 ثانية، فيما تجاوزت خسائر الجرائم الإلكترونية عالميًا توقعات بقيمة 9.5 تريليون دولار في عام 2024، تترافق هذه التطورات السلبية مع تنامٍ في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات، ما يزيد أهمية تبني تدابير أمنية مبتكرة لمجابهة تلك التحديات وضمان استدامة التحول الرقمي في البلاد.