في عالم كرة القدم العربية، نادرًا ما يظهر لاعب يحمل موهبة فريدة وأداء استثنائي منذ الصغر، محمد الكثيري كان من هؤلاء النجوم الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الكرة الخليجية، لكنه لم يستطع استكمال مسيرته بسبب غياب الدعم والتخطيط السليم، مما جعل قصته درسًا هامًا في كيفية استثمار المواهب العربية بشكل يليق بمستواها الحقيقي.
محمد الكثيري وبداياته المضيئة في كرة القدم العمانية
مقال مقترح الحذاء الذهبي يعيد مبابي إلى الصدارة… هل يحسم مونديال الأندية معركته على الكرة الذهبية؟
ولد محمد الكثيري في 7 ديسمبر 1978 في مدينة صلالة، وبرز كلاعب وسط هجومي يتمتع بلمسة فنية عالية وقدرة كبيرة على صناعة اللعب، حيث انطلق من ملاعب الحارات البسيطة إلى الأندية المحلية مثل نادي مرباط ونادي النصر، وتميز بسرعته الذهنية ودقة تمريراته التي جعلته نجمًا لامعًا في جيله مسيرته القصيرة لكنها حافلة بالإنجازات، كانت شاهدة على موهبته الكبيرة التي كان من الممكن أن تصل للعالمية لو حظي بالدعم اللازم.
التألق العالمي لمحمد الكثيري في كأس العالم للناشئين 1995
تابع أيضاً «إنجاز مصري» محمد صلاح ومرموش ضمن قائمة أفضل هدافي أوروبا 2025 برصيد مذهل
تألق الكثيري بشكل لافت خلال مشاركته مع منتخب عمان للناشئين في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة التي أقيمت في الإكوادور عام 1995، حيث سجل 5 أهداف من أصل 6 ركنيات، ونجح في قيادة فريقه إلى نصف النهائي، متفوقًا على العديد من نجوم العالم الصاعدين مثل بابلو أيمار واستيبان كامبياسو من الأرجنتين، وجوليو سيزار من البرازيل، ونونو جوميز من البرتغال، مما جعله واحدًا من أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم العمانية.
الجوائز والاعترافات التي حصدها محمد الكثيري وإنهاء مسيرته المبكرة
تابع أيضاً موعد مواجهة الأهلي وفاركو لحسم لقب الدوري
حصل الكثيري على عدة جوائز فردية مميزة خلال كأس العالم للناشئين 1995، منها لقب أفضل لاعب في البطولة والحذاء الفضي، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب آسيوي شاب في نفس العام، وكان قريبًا من الفوز بالحذاء الذهبي لولا الفرص الضائعة أمام غانا في نصف النهائي، وعلى الرغم من العروض الأوروبية التي تلقاها، لم يستطع مواصلة مسيرته بسبب ضعف التخطيط وعدم الدعم من اتحاد الكرة العماني، مما أدى إلى اعتزاله المبكر وإغلاق صفحة موهبة كبيرة كانت تستحق المزيد من النجاحات.
تبقى قصة محمد الكثيري مثالًا حيًا على أهمية دعم وتطوير المواهب العربية في كرة القدم، فهو ليس فقط لاعبًا سابقًا بل أسطورة قصيرة العمر تركت أثرًا لا يُنسى في ذاكرة عشاق الرياضة الخليجية والعربية.
0 تعليق