خبر سقوط طائرة حجاج موريتانيا على البحر الأحمر وانتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار جدلًا واسعًا، ذلك بعدما تم الترويج للقصة مع مقطع فيديو قيل إنه يُظهر غرق الطائرة أثناء توجهها إلى السعودية وعلى متنها 220 راكبًا، هذا الخبر انتشر بسرعة لكنه اتضح لاحقًا أنه عار تمامًا من الصحة.

الكشف عن حقيقة سقوط طائرة حجاج موريتانيا

عند التحقق من الفيديو المزعوم المرتبط بخبر سقوط الطائرة، ظهر بوضوح أن الأمر يتعلق بإغراق طائرة قديمة بطريقة متعمدة في المياه بهدف تشجيع السياحة البحرية واستقطاب الغواصين، هذا الفيديو المنشور يعود تاريخه إلى عام 2019 حينما تم استخدام طائرة غير مستخدمة من طراز إيرباص 330 وغمرت تحت سطح الماء في بحر إيجه بتركيا، وكانت العملية تهدف لاستكشاف مشاهد بحرية مذهلة وجذب الزوار.

ردود رسمية على شائعة غرق طائرة الحجاج الموريتانيين

استنادًا إلى مصادر رسمية، نشرت الشركة الموريتانية للطيران بيانًا هامًا أكدت فيه أن جميع الحجاج الموريتانيين قد وصلوا بسلام إلى الأراضي المقدسة، هذا البيان صدر بتاريخ 27 مايو 2025، وضحّت الشركة أن جميع رحلات الحج تمت بنجاح ودون أي حوادث تُذكر، وأكدت على دورها في ضمان سلامة المسافرين، هذا الإعلان جاء لدحض الادعاءات المنتشرة وتفنيد الأخبار المغلوطة التي رافقت الخبر الوهمي.

كيف تأكدنا من كذب الخبر؟

• تم إجراء تحليل شامل لمقطع الفيديو الذي استُخدم لدعم الشائعة، وتم تنفيذ بحث عكسي للعديد من اللقطات التي أظهرت أن الصور الأصلية ليست من حادث طيران فعلي.
• عند البحث عن كلمة “tanap” المكتوبة على جانب الطائرة الظاهرة في اللقطات، تم الوصول إلى تقارير من وسائل إعلام موثوقة، هذه التقارير أكدت أن الحادث له علاقة بمشروع سياحي في تركيا، لا علاقة له بالحجاج أو بموريتانيا.
• التاريخ الأصلي للفيديو يعود إلى عام 2019، أي أنه ليس له صلة بالوقت الحالي أو بموسم الحج الجاري.

تزامن الخبر مع موسم الحج

توقيت انتشار هذه الشائعة ارتبط ببدء موسم الحج لعام 2025، وهو ما جعل الخبر المضلل أكثر تأثيرًا نظرًا لحساسية الأمر، إلا أن تصريحات وزير الحج السعودي توفيق الربيعة بتاريخ 26 مايو 2025 أكدت أن أكثر من 1.07 مليون حاج من مختلف دول العالم قد وصلوا بالفعل إلى السعودية لأداء مناسك الحج، دون الإشارة إلى أي حوادث جوية أو مشكلات تذكر فيما يتعلق برحلات الطيران.

تفاصيل عملية غرق الطائرة في بحر إيجه

يبرز من هذه الواقعة أهمية التحقق من الأخبار المتداولة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل الانجراف خلف الشائعات، الاعتماد على المصادر الرسمية وعمليات تقصي الحقائق أمر ضروري لتجنب نشر الأخبار الكاذبة، والحفاظ على المصداقية في تناقل المعلومات.