تراجعت أسعار الذهب في بداية هذا الأسبوع بسبب موجة من جني الأرباح والتراجع المؤقت في المخاطر الجيوسياسية، وجاء ذلك تزامنًا مع إعلان الولايات المتحدة تأجيل فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى انخفاض الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

أسعار الذهب وتراجعها الأخير

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، حيث انخفض السعر الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3332.04 دولارًا للأونصة، كما هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1% مسجلة 3331.90 دولارًا للأونصة، يأتي هذا التراجع بعد تسجيل الذهب لأفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من ستة أسابيع متتالية، إلا أن التراجع لا يُعبر عن تحولات جذرية في الاتجاه الصعودي.

تأثير تأجيل الرسوم الجمركية

قرار تأجيل الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى يوليو المقبل ساهم في تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبروكسل، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الذهب كأصل آمن، يُبرز الخبراء أن هذه التراجعات ترتبط بعوامل مؤقتة مثل ضعف السيولة المتأثرة بعطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة، مع استمرار العوامل الأساسية التي تدعم الذهب في الأسواق العالمية.

العوامل الداعمة لأسعار الذهب

رغم الانخفاض، إلا أن هناك عدة عوامل لا تزال تدعم أسعار الذهب على المدى البعيد، وتشمل:

• تفاقم العجز الفيدرالي في الولايات المتحدة نتيجة السياسة المالية والإنفاق الحكومي الكبير.
• ضعف بيانات التضخم الأمريكية مع أداء دون المتوقع على مستوى مؤشر أسعار المستهلك.
• تزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بحلول العام 2025.
• تراجع سعر الدولار الأمريكي الذي ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ ضد تقلبات العملة.

طلب عالمي قوي يقود الأسعار

أظهرت بيانات من الصين أن وارداتها من الذهب تضاعفت بشكل ملحوظ عبر هونغ كونغ لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، فيما تُبرز هذه الأرقام استمرار الطلب المرتفع في السوق الآسيوي، خاصة من قبل الصين التي تُعد أكبر مستهلك عالمي للذهب، كما تشير مؤسسات كبرى مثل Citigroup إلى ارتفاع قيمة الذهب في الأشهر المقبلة، مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية متعددة.

توقعات فنية لأسعار الذهب

من الناحية الفنية، لا يزال الذهب محافظًا على مساره الصعودي بالقرب من مستويات دعم 3325 دولارًا، بينما يواجه مقاومة رئيسية عند 3366 دولارًا و3400 دولار، تجاوز هذه المستويات قد يدفع الأسعار إلى اختبار مستويات قياسية جديدة عند 3500 دولارًا، يؤكد الخبراء أن التماسك عند هذه المستويات يعتمد على استقرار المشهد العالمي وتوجهات الفيدرالي الأمريكي.

تحديات جيوسياسية تزيد الطلب على الذهب

ورغم التراجع الجزئي في بعض المخاطر التجارية، فإن التوترات الجيوسياسية لم تخف، مع استمرار التصعيد في مناطق مثل أوكرانيا وغزة التي تُعزز من وجود الذهب كأصل آمن في أوقات الأزمات، كما أن اتجاه السياسات النقدية في الولايات المتحدة يظل محط الأنظار، حيث يترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية المقبلة مثل محضر اجتماع الفيدرالي ونتائج الناتج المحلي الإجمالي.

الذهب وأداؤه المتوقع في 2024

يتوقع محللون استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب في 2024، مع احتمالية أن تشهد الأسعار طفرة جديدة تدعمها استمرارية الطلب على المستوى الدولي وضعف الدولار، مما يُبقي المعدن الأصفر كأحد أهم الأدوات الاستثمارية في السوق العالمي.