القدس - رويترز
أكد شهود أن مسيرة كبيرة في القدس لإحياء الذكرى السنوية لاستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب عام 1967 تحولت إلى حالة من الفوضى الاثنين، عندما واجه يهود إسرائيليون من اليمين المتطرف فلسطينيين وإسرائيليين آخرين وصحفيين واعتدوا عليهم.
وهتف الآلاف ورقصوا ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية خلال (مسيرة الأعلام) بعد أن زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير حرم المسجد الأقصى الاثنين.
واندلعت أعمال عنف في البلدة القديمة بالقدس بعد الظهر بقليل، عندما بدأ شبان من المشاركين في المسيرة بمضايقة أصحاب المتاجر الفلسطينيين الذين لم يغلقوا متاجرهم قبل بدء المسيرة. وبعد ذلك، بدأ المشاركون في المسيرة ومعظمهم من الشبان الإسرائيليين المقيمين في مستوطنات بالضفة الغربية، باستهداف نشطاء يساريين إسرائيليين وصحفيين كانوا يغطون المسيرة.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات قومية ودعوا إلى العنف ضد الفلسطينيين وقال الشاهد من رويترز: إن مستوطنين بصقوا على امرأة فلسطينية وصحفيين، دون أن يتدخل أفراد شرطة إسرائيليون كانوا قريبين منهم.
وقال رجل شرطة في الموقع: إنه لا يمكن اعتقال الشبان المشاركين في المسيرة، لأنهم دون سن 18 عاماً.
وشارك موشيه وهو مستوطن إسرائيلي عمره 35 عاماً يعيش بالضفة الغربية ومؤيد للحكومة اليمينية الحالية، في المسيرة التي طافت حياً فلسطينياً بالبلدة القديمة، حاملاً بندقية على كتفه وابنته على الكتف الآخر وقال، رافضاً ذكر اسم عائلته: «إن هذا يوم سعيد جداً» لأن القدس بأكملها «تحت سيطرة حكومة إسرائيل».
ووصف يائير جولان، زعيم المعارضة اليسارية، صور العنف في البلدة القديمة بأنها «صادمة». وقال في بيان: «ليس هكذا يبدو حب القدس هكذا تبدو الكراهية والعنصرية والتنمر» وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء عُقد في القدس الشرقية: «سنحافظ على القدس موحدة وكاملة وتحت السيادة الإسرائيلية».
وندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بالمسيرة وبزيارة بن جفير لحرم المسجد الأقصى وأكد أبو ردينة «خطورة مواصلة سلطات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني سواء بالإبادة في غزة، أو ما يجري في الضفة من اقتحام للمسجد الأقصى ورفع علم دولة الاحتلال وإقامة الطقوس الدينية في باحاته على المنطقة بأسرها».
وقال شهود: إن اشتباكات اندلعت على مدار اليوم، إذ تدخل ناشطون إسرائيليون يساريون، لإبعاد الفلسطينيين عن يهود منتمين لليمين المتطرف كانوا يهددون المارة وقال شاهد: إن صحفيين كانوا يغطون المسيرة تعرضوا لمضايقات متكررة وصلت في بعض الحالات للاعتداء.
* بن جفير في حرم المسجد الأقصى
قال بن جفير خلال زيارته لحرم المسجد الأقصى وسط حشد من اليهود: «يتدفق الكثير من اليهود على جبل الهيكل، يا لها من فرحة أن نرى ذلك واليوم، أصبح من الممكن الصلاة فيه» وبموجب اتفاق قائم منذ عقود، تُدير الحرم مؤسسة إسلامية أردنية ويُسمح لليهود بزيارته لكن لا يُسمح لهم بالصلاة فيه.
ويطالب بن جفير، الذي أثارت زيارته تنديداً من الأردن أيضاً، منذ فترة طويلة بصلاة اليهود في حرم المسجد الأقصى وهو ما يطالب به آخرون من اليمين المتطرف في إسرائيل.
وتتزامن مسيرة هذا العام مرة أخرى مع استمرار حرب غزة، التي دخلت الآن شهرها العشرين، ومع تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية على مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية حيث تزداد هجمات المستوطنين التي تستهدف الفلسطينيين.
وغالباً ما تثير المسيرة التوتر مع تدفق قوميين متطرفين على المناطق الفلسطينية في القدس، وهم في طريقهم إلى الحائط الغربي.
واستولت إسرائيل على القدس الشرقية ومن بينها البلدة القديمة، في العام 1967 ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل على الضفة.
0 تعليق