«البريد» في مفترق طرق.. والخبراء يستعدون للتحوّل الرقمي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ


يستضيف مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الثامن والعشرون – دبي 2025، كبار خبراء وقادة قطاع البريد والخدمات اللوجستية من مختلف أنحاء العالم، بمشاركة وفود من 192 دولة، وسيعكس الحدث الدور المحوري لدولة الإمارات في صياغة السياسات الدولية، ودفع عجلة الإصلاحات، واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تعيد تشكيل مستقبل التجارة العالمية.
ويحمل المؤتمر المقرر انعقاده من 8 وحتى 19 سبتمبر 2025، شعار «قيادة التغيير لصناعة المستقبل»، ليؤكد مكانته كمنصة لصياغة السياسات المشتركة، حيث تتجاوز الأفكار الحدود لإعادة تصور أثر القطاع البريدي في عالم مترابط.
ويأتي المؤتمر في وقت يشهد فيه قطاع البريد والخدمات اللوجستية تحوّلاً جذرياً بفعل التقاء عدة عوامل مؤثرة، أبرزها الرقمنة المتسارعة، وتغيّر احتياجات المستهلكين، وتنامي الطلب على حلولٍ مستدامة. هذه التحولات جعلت القطاع مُحرّكاً أساسياً للترابط الاقتصادي العالمي، فيما أسهمت الابتكارات في مجالات الأتمتة، وتحليل البيانات، والتتبع المباشر في تعزيز السرعة والشفافية والمرونة ضمن شبكات التجارة الدولية.
وبات النظام البريدي اليوم منصة ابتكارٍ حيوية، تربط بين البنية التحتية التقليدية والنظم الرقمية المتقدمة، ووفقاً لتقرير حديث صادر عن الاتحاد البريدي العالمي، فإنَّ 93% من مزوّدي الخدمات البريدية حول العالم يقدّمون شكلاً واحداً على الأقل من الخدمات الرقمية، بينما ضاعف 73% منهم استثماراتهم في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
كما أكد التقرير، أن الخدمات البريدية المبتكرة تسهم في تحقيق أربعةً من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي تشمل: العمل اللائق ونمو الاقتصاد، وبنية تحتية مرنة، والعمل المناخي، والشراكات العالمية.
وتعكس هذه المعطيات الحاجة الملحّة إلى إطلاق حوارات بنّاءة، وتعزيز الفكر القيادي، ودعم الابتكار المستدام داخل المنظومة البريدية، وهنا يبرز مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي والذي سيكون منصة لتعزيز الشراكات التي تضمن بناء منظومة بريدية شاملة ومرنة، قادرة على مواكبة متطلبات التجارة الحديثة.
كما سيناقش قضايا جوهرية مثل التحوّل الرقمي، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير الخدمات اللوجستية الخضراء، وضمان الوصول العادل للخدمات البريدية، بما يعزز دور القطاع كمحفّز للتقدم العالمي.
ويقف القطاع البريدي العالمي اليوم عند مفترق طرق، حيث تلتقي التقاليد العريقة مع موجة التحوّل الرقمي، وتعمل منصات كالمؤتمر البريدي العالمي على تحفيز الابتكار، وتعزيز التعاون، وتوحيد السياسات عبر الحدود، مع جعل الاستدامة مبدأً موجّهاً للقرارات الاستراتيجية، ويعكس هذا النهج إرثاً راسخاً من التعاون الدولي، يسهم في صياغة مستقبل الخدمات اللوجستية في عالم سريع الحركة ومتصل على نحو غير مسبوق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق