«الإيموجي».. لغة تواصل سريعة تسبب مشاكل أحياناً

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يبدو أن عصر السرعة لحق بالعبارات المكتوبة والمنطوقة، وهو ما وفرته الرموز والوجوه التعبيرية الصغيرة المتعارف عليها بمسمى «الإيموجي»، والتي أصبحت لغة مختصرة تسيطر على الحديث عبر وسائل التواصل الحديثة التي تتيحها بعض تطبيقات الهواتف الذكية، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين.
لم يعد استخدام تلك الرموز مقتصراً على إضافتها ضمن النصوص المكتوبة للتعبير عن الضحك أو الغضب أو غيرها من المشاعر، وإنما باتت لغة حوار متكاملة يتم من خلالها تكوين جمل، ويستقبلها الطرف الآخر ليرد بنفس الطريقة، وليس ذلك فقط بل تطور الأمر لاستخدام صور للاستعاضة بها عن كلمات أخرى مشابهة لها بطريقة النطق؛ مثل إرسال صورة طائر «البطريق» والمراد بها «أنني بالطريق»، هو ما يشير إلى أنها باتت لغة حوار مفهوم لفئات عمرية محددة بسبب تداولها بينهم.
وبسبب رواج استخدام «الإيموجي» بين فئات محددة، فإن استخدامها مع فئات عمرية أكبر قد يؤدي إلى سوء الفهم أو تفسيرها بشكل خاطئ، وقد يتولد عنها أحياناً مشكلات اجتماعية خاصة عند إساءة فهم الرموز.
يقول علي برجاوي: «أصبحت «الإيموجي» جزءاً رئيسياً من لغة التواصل الرقمي، حيث إنها لم تعد مجرد رموز تعبيرية أو إضافات جمالية للنصوص، وإنما أصبحت طريقة تواصل ووسيلة للتعبير عن المشاعر والمواقف بشكل سريع ومباشر، خاصة في ظل غياب نبرة الصوت ولغة الجسد في المحادثات المكتوبة».
ويضيف أن استخدامها سلاح ذو حدين؛ فهي أداة مهمة للتواصل الإيجابي، إلا أنها في الوقت نفسه قد تكون سبباً للمشاكل إذا أسيء فهمها أو استُغلت بشكل خاطئ،.
وعلى الرغم مما تحققه هذه الرموز من اختصار وسرعة في الرد، فإنني أستخدمها بحرص مع بعض الأشخاص، خاصة الذين ليس لديهم دراية كاملة أو واسعة عن استخدام تلك الرموز التعبيرية كبدائل للكثير من الكلمات؛ تفادياً لوقوع سوء فهم ناجم عن اختلاف تفسيرها من شخص إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى؛ فمثلاً قد يُفهم وجه «الضحك» على أنه استهزاء بدلاً من المزاح أو قد يُفسَّر قلب بلون معين بطريقة مختلفة؛ مشيراً إلى أنه قام بإرسال وجه «متعب» في محادثة ودية فاعتقد الطرف الآخر أنه منزعج منه.

لغة مشتركة


يقول ناصر سعيد البلوشي: تضمين الرموز التعبيرية الصغيرة للمحادثات أو حتى الاعتماد عليها في تكوين الجمل والعبارات التي أريد قولها للطرف الآخر بالمحادثة، يتناسب مع عصر السرعة الذي نعيشه، وجاءت تلك الرموز لتختصر الكثير من الكلمات وأحياناً الجمل.
ويشير إلى أنه يستخدمها فقط بين محيط الشباب بينما لا يعتمد عليها مطلقاً في حواراته مع أفراد أكبر منه سناً وذلك حتى لا يُساء فهم أي رمز، خاصة مع الوالدين أو الأقارب من كبار السن الذين من الصعب عليهم تقبل استخدام مجموعة من الرموز لتشكيل جملة معينة.

سوء فهم


يرى أحمد عبدالله، مصمم جرافيك، أن الإيموجي أصبح شبه لغة مشتركة يتم استخدامها من قبل أغلب الشباب، مشيراً إلى التطورات التي لحقت بها مؤخراً، والتي جعلتها غير مقتصرة فقط على إضافة خفيفة للتواصل، بهدف المزاح أو كسر الجمود، وإنما لغة مشتركة للتواصل تتضمن جملاً متكاملة يتم تكوين كلماتها بالرموز، ويعتمد أغلب الشباب والمراهقين عليها بشكل كامل.
وعن المواقف التي نتج عنها سوء فهم أو تفسير الصورة التعبيرية بمعنى خاطئ يشير إلى أن أحد العملاء بعد إرسال مسوّدة تصميم له، بعث إليه صورة تعبيرية يتم تداولها بين الشباب بدلاً من كلمة موافق، وبناء عليه أتممت التصميم لأفاجأ بعد مرور يومين باتصال من العميل يلومني على عدم مراجعته للتعديل وعند الاستفسار منه قال إنه قصد بالرمز أنني استلمت وليس الموافقة.
ويضيف: «أدركت بعد هذا الموقف الذي كبدني جهداً ووقتاً مضاعفاً ضرورة عدم الاعتماد على الإيموجي فقط، وضرورة استخدام الكلمات، خاصة في المواضيع المهمة أو المتعلقة بالعمل، تفاديا للوقوع في سوء الفهم والتي قد تؤدي أحيانا إلى مشاكل».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق