لم يكن فريد كمال، البالغ من العمر 79 عاماً، ولا فاطمة محمد، صاحبة الـ73 عاماً، يتوقعان أن يجد كل منهما نصفه الآخر بين جدران دار للمسنين بمدينة السادات بمحافظة المنوفية.
لكن الأقدار رتبت لهما لقاء بسيطاً قبل أشهر قليلة، سرعان ما تحول إلى قصة حب صادقة انتهت بالزواج.
أجواء مبهجة بعيداً عن الصور النمطية
أقيمت مراسم عقد القران وسط الدار في أجواء مفعمة بالفرح، حيث علت الزغاريد وتعالت التهاني من النزلاء والعاملين. تلك اللحظة لم تكن مجرد حفل زفاف تقليدي، بل كانت مشهداً مفعماً بالدفء بعيداً عن الترف والافتعال.
كما أنه كسر الصورة التقليدية عن أن دور رعاية المسنين أماكن للوحدة والعزلة، لتتحول إلى ساحة للحب والأمل.
تفاصيل الارتباط.. من التعارف إلى الزواج
بحسب ما رواه أسامة الحداد مدير الدار لصحف محلية، فإن العريس انضم للعيش في الدار منذ ستة أشهر فقط، بينما وصلت العروس بعده بشهر. ومنذ لقائهما الأول، بدأ بينهما تواصل ودي، ازداد عمقاً يوماً بعد يوم، حتى قررا أن يخوضا تجربة الزواج من جديد رغم تقدمهما في السن.
وحكى محمد عن رقة فاطمة وشعوره بالبهجة منذ قدومها للدار، وقد تحفظت على تقربه منها في البداية.
بينما هو أصر على أن يتعرف إليها وظل يتابعها حتى قبلت في النهاية أمام إصراره. وقالت فاطمة إنها كانت ترفض تماماً فكرة الزواج منذ وفاة زوجها قبل 26 عاماً.
وتابعت: «ولادي تزوجوا وكل واحد منهم مشغول بحياته وأولاده، ولم أكن أتوقع أن أعيش في دار مسنين، ولكنها أفضل من الوحدة». وأضافت عندما فاتحها محمد في الزواج أخبرت بنتها الصغيرة والتي رحبت بشده وشجعتها.
بينما أكد محمد أنه لم يهتم برأي أولاده لأنه لم يفعل شيئاً غريباً، قائلاً: «حياتنا لسه بتبدأ..لا يهم عمري كام.. ولكن المهم الثانية التي أعيشها حالياً.. وأنا ممتن للحظة التي تزوجت فيها فاطمة». وأوضح أنهم مشغولون حالياً بترتيب بيتهم الجديد واستكمال كل شيء ينقصه حتى يتابعوا حياتهم سوياً.
انتقال إلى حياة جديدة
بعد أن تمت مراسم عقد القران، الأربعاء، أوضح أسامة الحداد أن القوانين الداخلية لا تسمح بإقامة الأزواج داخل الدار.
لذلك تم تجهيز شقة خاصة للعروسين، من المقرر أن ينتقلا إليها خلال يومين، ليبدآ حياتهما المشتركة بعيداً عن أجواء الوحدة التي غالباً ما ترافق كبار السن.
رسائل أمل من قلب دار المسنين
لم يكن هذا الزفاف مجرد حدث عابر، بل رسالة إنسانية عميقة تؤكد أن الحب لا يعرف عمراً، وأن البحث عن السعادة يظل ممكناً مهما تقدمت السنوات. فالاحتفال البسيط الذي جمع العروسين أطلق طاقة إيجابية بين المقيمين في الدار، وأعطى الجميع مثالاً على أن الحياة لا تتوقف عند مرحلة معينة.
0 تعليق