إعداد: مصطفى الزعبي
في ظل تصاعد معدلات البطالة بين الشباب بالصين، بدأت تنتشر ظاهرة جديدة تُعرف بـ«شركات العمل الوهمي»، حيث يدفع العاطلون عن العمل مبالغ رمزية للتظاهر بأنهم موظفون في مكاتب مزيفة، مقابل بيئة عمل وهمية تمنحهم شعوراً بالاستقرار والانتماء.
تنتشر هذه الشركات بشكل خاص في المدن الكبرى مثل هانغتشو وشنغهاي، حيث تُحول مساحات مكتبية إلى أماكن محاكاة للعمل، مقابل 30 إلى 50 يواناً (4 إلى 7 دولارات) في اليوم، أو أقل عند الاشتراك الشهري.
وتُدير سيدة تدعى تشين ينغجيان واحدة من هذه الشركات في هانغتشو، حيث تجري مقابلات توظيف وهمية وتضع «قواعد سلوك» صارمة، منها منع التدخين والعلاقات العاطفية داخل المكتب. ورغم أن هذه الشركات غير مسجلة رسمياً، إلا أن بعض الشباب يجدون فيها ملاذاً نفسياً، في ظل صعوبة العثور على وظائف حقيقية.
ريان، شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، أمضى ستة أشهر في مكتب وهمي، بعد عجزه عن الحصول على عمل منذ تخرجه. كان يلتقط صوراً يومية لنفسه في المكتب ويرسلها إلى عائلته لإقناعهم بأنه موظف.
ويجد البعض في هذه المكاتب فرصة للتواصل الاجتماعي وتبادل الخبرات، بل ويعتبرونها بيئة أفضل من المقاهي والمكتبات، التي اعتاد بعض الباحثين عن العمل التظاهر فيها بالانشغال المهني.
ووفقاً لأحدث الإحصاءات، بلغ معدل البطالة بين الشباب الصيني (من 16 إلى 24 عاماً) في المناطق الحضرية 15.8% خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس عمق الأزمة التي تدفع البعض للبحث عن «وظائف بديلة»، ولو كانت وهمية.
ورغم أن البعض يسخر من فكرة «الدفع مقابل التظاهر بالعمل»، يرى آخرون أن هذه التجربة تمنحهم روتيناً منتظماً، وإنترنت مجانياً وتكييفاً خلال الصيف، بل وربما تفتح لهم فرصاً فعلية إذا توافقوا مع أصحاب هذه المكاتب.
كما علق أحدهم: «وجدت نفسي أركز بشكل أفضل في المكتب المزيف... لكنني ما زلت آمل أن أجد يوماً ما وظيفة حقيقية».
صينيون يدفعون المال للعمل بوظائف «وهمية»

صينيون يدفعون المال للعمل بوظائف «وهمية»
0 تعليق