على خشبة هي أرض هواء طلق في فضاء القرية التراثية بدبا الفجيرة، حيث لا جدران تحتضن الصوت، وقف الممثل إبراهيم عمرو وحيداً، لكن ممتلئ بصخبه الداخلي، في عرض «يوميات ممثل مهزوم»، تأليف عصام نبيل، وإخراج مطر زايد العتيبي، عن فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون المصرية.
الديكور الوحيد صندوق خشبي كبير تحوّل في مسار العرض الذي قدم ضمن مهرجان الفجيرة للمونودراما، من كونه «صندوق عجائب» يحتوي على كل الإكسسوارات، إلى تابوت رمزي في الخاتمة، يواري داخله الحلم المسرحي المهزوم. هذه الصورة البصرية جاءت مكثفة ودالة، خدمت البنية الرمزية للنص.
القصة ببساطة تكمن في الممثل، شخصية فنان خذلته الحياة، انتهى إلى العزلة، بعد أن عاش طموح النجومية. عبر «مونولوج» داخلي وسرد عاطفي، يروي مراحل السقوط من الأمل إلى الانهيار، في مسار صاعد درامياً نحو موت رمزي للفنان، وربما للفن نفسه في بيئة طاردة للمبدعين.
حضر التفاعل المباشر وكسر الجدار الرابع من خلال إشراك الجمهور، فألبس الممثل أحدهم تاجاً والآخر قبعة وتكلم مع أكثر من شخص، في محاولة رمزية للإيحاء بأن الجمهور شريك في مسؤولية ما آلت إليه الأمور، أو على الأقل شاهد على هذا الانكسار العلني. العرض لم يفقد توازنه رغم طبيعة الفضاء المفتوح، بل استثمره لتحويل الخشبة إلى «حلبة استعراض الخيبات».
الناقد المسرحي سامر إسماعيل، تعليقاً على العمل، اعتبر أن المسرح بات أسيراً لصورة نمطية للممثل الضحية، وقال: «هذه المعالجات أصبحت مشهداً مكرّساً في المسرح العربي، حيث لا جديد يُقدّم، بل تكرار لأزمات الذات المسرحية المهزومة»، وأضاف أن العرض بدا كتجميع حر لأفكار متزاحمة وغير منسقة، معتبراً أن المؤسسات الأكاديمية يجب أن تقدّم أعمالاً أعمق فنياً وأبعد عن «فجعة التمثيل».
رغم تباين التفاعل و اختلاف الأفكار تبقى مونودراما «يوميات ممثل مهزوم» عرضاً جريئاً في صدقه، مريراً في نبرته، يحاول أن يصرخ من الهامش بينما لا أحد ينصت.
الجمهور يشارك في كتابة «يوميات ممثل مهزوم»

الجمهور يشارك في كتابة «يوميات ممثل مهزوم»
0 تعليق