الشارقة: «الخليج»
مع حلول شهر رمضان المبارك، تجدد جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التزامها بدعم المصابين عبر حملة زكاة السنوية، التي تهدف لتخفيف الأعباء المالية عن المرضى والناجين وأسرهم، بغض النظر عن أعمارهم أو جنسياتهم.
وتأتي حملة هذا العام تحت شعار «جمّع تسُد»، تأكيداً على أهمية تضافر الجهود المجتمعية في مواجهة السرطان الذي يعزل مرضاه عن أحبّتهم ومجتمعهم، وإعادة الأمل إلى نفوس المصابين، ويمنحهم القوة والعزيمة والصبر، ومتابعة رحلة العلاج حتى الشفاء والتعافي.
قصص أمل
من بين المرضى، (ع. م. ي) - 37 عاماً- والتي تعيل أسرة من خمسة أفراد بدخل لا يتجاوز 8,500 درهم، وتتلقى علاجها من سرطان المستقيم بمستشفى «توام»، حيث خضعت لعلاج إشعاعي بلغت تكلفته 71,212 درهماً، وعبّرت عن امتنانها لهذه الحملة مشيرة إلى أنها لا تؤثر في المريض فحسب، وإنما على عائلته بأكملها، وتمنحه الإحساس بالدعم المجتمعي الذي يساعده على الاستمرار في مواجهة السرطان وهزيمته.
فيما يعيش (ع. م. ح) - 48 عاماً - مع عائلته الصغيرة، بدخل شهري لا يتجاوز 4,375 درهماً، ويكافح ورم النخاع في «مستشفى زليخة» بالشارقة، حيث وصلت تكاليف العلاج الكيميائي والفحوصات المخبرية والأدوية إلى 93,122 درهماً، ويشدد على أن هذه الحملة أثبت له بما لا يدع مجالاً للشك بأنه ليس وحده في المعركة ضد السرطان.
أما الطفل (أ. ج. م) البالغ من العمر ثلاث سنوات، والذي يعمل والداه لإعالة الأسرة بدخل 6,870 درهماً، لا يدرك حجم المعركة التي يخوضها ضد الورم الأرومي العصبي في «مدينة برجيل الطبية» بأبوظبي، حيث احتاج إلى أدوية تصل تكلفتها إلى 255,024 درهم، ويشير والداه إلى أن هذه الحملة منحتهم الثقة بأنهم ليسوا وحدهم في هذا الطريق الصعب.
معاً ننتصر
تؤكد عائشة الملا، مديرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أن تأثير هذه الحملة يتجاوز الجانب المادي، ويشكل رسالة أمل يرسلها أصحاب الأيادي البيضاء المعطاءة إلى المصابين الذين أرهقهم المرض، وفرصة جديدة لمنحهم حياة أفضل.
وقالت: «في رمضان، يتجلى العطاء بأروع صوره، ويتوحد المجتمع من أفراد وشركات ومؤسسات، لبث الأمل في نفوس المرضى خلال رحلة العلاج، لا سيما في شهر رمضان؛ شهر الرحمة، إذ تترجم هذه الحملة رؤيتنا ورسالتنا الرامية إلى تجسيد معنى العطاء على أرض الواقع، وإحداث فرق حقيقي في حياة المرضى».
رحلة أمل
تأتي حملة زكاة استكمالاً لحملة العام الماضي، الذي قدمت فيه الجمعية الدعم لـ 98 مريضاً بمبلغ 5.7 مليون درهم، تم توزيعها على مختلف البرامج العلاجية من الأدوية إلى العمليات الجراحية وزراعة نخاع العظم والعلاج الكيميائي والإشعاعي.
قنوات التبرع
أطلقت الجمعية عدة قنوات للتبرع، عبر القسائم الشرائية الإلكترونية على موقعها الرسمي (www.focp.ae)، و(https://www.focp.ae/zakat/)، و(https://focp.ae/coupon)، إضافة إلى الحوالات المصرفية على حساب الجمعية الذي يحمل رقم (0011-364854-002) في مصرف الشارقة الإسلامي، والحوالات المصرفية من خارج الدولة عن طريق استخدام IBAN الدولي: (AE440410000011364854002).
كما تتيح الجمعية خدمة التبرع عبر الرسائل النصية القصيرة عبر شركة اتصالات، بإرسال كلمة (Zakat) في رسالة نصية قصيرة على رقم 6447 للتبرع بـ20 درهماً، وإلى رقم 4426 للتبرع بـ50 درهماً، وإلى 4467 للتبرع بـ200 درهم، وإلى 2308 للتبرع بـ500 درهم، مما يجعل المشاركة في هذه المبادرة متاحة للجميع، داخل الإمارات وخارجها.
برامج الدعم
لا تقتصر الحملة على جمع التبرعات فقط، بل تمتد لتشمل برامج الدعم المعنوي والاجتماعي، مثل توزيع المير الرمضاني، وكسوة العيد على الأطفال المصابين بالسرطان، وتنظيم إفطارات جماعية، في خطوة تعزز الشعور بالانتماء وتكسر العزلة التي يفرضها المرض، إذ تتجذر ثقافة العطاء في المجتمع الإماراتي، مما يجعل هذه المبادرات تجسيداً حقيقياً لمعنى اتحاد المجتمع ودوره في التغلب على التحديات.
ومنذ بداية الشهر الفضيل، نظّمت الجمعية عدداً من موائد الإفطار الرمضانية، التي تشكل فرصة للقاء المرضى والناجين وعائلاتهم وأحبائهم في أجواء دافئة، بدأت في 7 مارس، بمائدة إفطار استثنائي بالتعاون مع فندق«تايم جراند بلازا»، جمع 50 طفلاً مصاباً وناجياً مع عائلاتهم، بالإضافة إلى الإفطار الجماعي السنوي الذي أقيم في «مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات» في 10 مارس، بمشاركة 200 مصاب وعائلاتهم، وبدعم لبنى أولانا وعلامة «باتشي» و«طيف الإمارات» و«كلارو سبيشالتي كوفي»، إلى جانب إفطار في «منتجع وسبا شيراتون الشارقة بيتش»، مع 100 شخص.
كسوة العيد
ترسيخاً لقيم التكافل المجتمعي، وزعت الجمعية «المير الرمضاني» في 16 مارس بالتعاون مع «بنك الإمارات للطعام» و«مركز إسعاد»، ليشمل 400 صندوق طعام، كما نظمت يوماً خاصاً لـ30 طفلاً مصاباً بالسرطان في «الواحة مول بالشارقة»، حيث اختاروا كسوة العيد من متجر «ماكس فاشن»، قبل الاستمتاع باللعب في «فن سيتي»، كما تضمنت الحملة فعاليات زيارة فرق الجمعية عدداَ من الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى«ميديكلينيك سيتيسيكون» في 24 مارس، وقدمت لهم الهدايا بالتعاون مع «أطفال الشارقة».
«جمّع تسُد».. تضامن مجتمعي يمنح الأمل لمحاربي السرطان

«جمّع تسُد».. تضامن مجتمعي يمنح الأمل لمحاربي السرطان
0 تعليق