إعداد: محمد عزالدين
أرسل التلسكوب «إقليدس» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، مجموعة من البيانات الجديدة التي تعد خطوة مهمة في كشف أسرار «الكون المظلم»، شملت صوراً فضائية دقيقة، ولقطات لآلاف المجرات المختلفة والبعيدة التي كشفت عن بنية ما يسمى بـ «الشبكة الكونية»، ما يساعد في رسم خريطة دقيقة ثلاثية الأبعاد للكون، تشمل المادة المظلمة والطاقة المظلمة، اللذين يشكلان 95% من مكونات الكون.
وتهيمن كتلة المادة المظلمة على المجرات المعروفة وتلعب دوراً رئيسياً في تطور المجرة.
وقالت كارول مونديل، مديرة قسم العلوم في وكالة الفضاء الأوروبية: «شملت البيانات الجديدة صوراً لآلاف المجرات التي تبعد عن الأرض مسافات هائلة، إذ رصد التلسكوب 26 مليون مجرة، يقع أبعدها على مسافة 10.5 مليار سنة ضوئية، وعلى الرغم من هذا لم يلتقط إقليدس حتى الآن سوى 0.4% من إجمالي عدد المجرات المتوقع تصويرها على مدار عمره المتوقع أن ينتهي في 2030.
وتابعت كارول مونديل: كما اكتشف «إقليدس» 500 عدسة جاذبية جديدة (ظاهرة تحدث عندما تنحني أشعة الضوء بسبب الجاذبية القوية للمجرات)، ومن أبرز الاكتشافات التي سجلها التلسكوب في فبراير/شباط 2024، رصد أول حلقة أينشتاين نادرة لمجرة تبعد 600 مليون سنة ضوئية.
وأوضحت كارول مونديل: إن الغرض من إقليدس هو فهم طبيعة المادة والطاقة المظلمتين، وكيفية تأثيرهما في تطور الكون، فإقليدس ليس مجرد أداة لرصد الكون المظلم، بل هو آلة زمن تتيح لنا إلقاء نظرة على تاريخ الكون الذي يمتد لأكثر من 10 مليارات سنة خلت.
أطلق تلسكوب إقليدس في يوليو/تموز 2023 بهدف دراسة المادة المظلمة والطاقة المظلمة، اللتين تؤثران بشكل كبير في حركة المجرات وتطورها، وبدأ عملياته في فبراير/شباط 2024، حيث أكمل مسح 3 مناطق من الكون، مع خطط لإجراء مسوحات أوسع في المستقبل القريب.