ولما كان شباب مصر هم ثروتها الحقيقية وتسعي الدولة للحفاظ عليهم بدلا من أن يكونوا تجارة في أيادي غير أمينة تبيع الوهم والحلم وقد اتخذت الدولة المصرية كافة الإجراءات الأمنية والتشريعية للحفاظ علي شبابها من رحلات قوارب الموت وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر"حكاية وطن" في يناير 2018 أنه منذ سبتمبر 2016 لا توجد هجرة غير شرعية من مصر إلي أوروبا وقد ساهمت فرص العمل عبر المشروعات القومية في القضاء علي ظاهرة الهجرة غير الشرعية .

كان الوعد الرئاسي بأنه لن ينطلق أي قارب آخر من السواحل المصرية تجاه أوروبا والعمل علي تسهيل كافة إجراءات تسويق مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب وتخصيص مبلغ 200 مليار جنيه لتنفيذها لاسيما في المناطق الجغرافية التي تنتشر بها عمليات الهجرة غير الشرعية.

وقد قامت الحكومة المصرية خلال العامين الأخيرين بسنّ بعض القوانين وإحكام الرقابة علي المطارات والموانئ والحدود المصرية وتنفيذ المشاريع العملاقة التي تستوعب آلاف الشباب للحد من الهجرة غير الشرعية وتم العمل في ثلاثة ملفات لمكافحة هذا النوع من الهجرة كالتالي:

الملف الأول  التشريعات

وأظهرت الحكومة المصرية نتيجة تصاعد ظاهرة الهجرة غير الشرعية اهتماماً خاصاً بإنشاء كيان مؤسسي لحل الظاهرة وهي اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية   

كانت هناك عمليات تسلل تتم عبر الحدود الشرقية عن طريق إسرائيل وتوقف حالياً ذلك المسار  نتيجة للتواجد الأمني المكثف في شمال سيناء حيث تعاملت وزارة الداخلية والقوات المسلحة في تأمين الحدود بشكل جيد للغاية وتم حصار سماسرة الهجرة غير الشرعية ممن يسهلون عبور الأفارقة ويتخذوا من مصر دولة عبور.

وهناك توجه لتنمية أماكن وبؤر الهجرة غير الشرعية ومنها محافظة كفر الشيخ وجاء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروع المدينة السمكية الصناعية في غليون بكفر الشيخ حيث يوفر المشروع الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها بما يقضي علي البطالة التي تعد سببا رئيسيا من الأسباب التي تدفع الشباب إلي اللجوء للهجرة بطرق غير شرعية.

ساهمت المدينة السمكية الصناعية بغليون في تغير منطقة غليون وتحويلها من منفذ للهجرة غير الشرعية إلي مدينة صناعية متكاملة كما تم افتتاح مشروعات متعلقة بتصنيع وتعليب الاسماك وهو ما وفر 25 ألف فرصة عمل لشباب المحافظة. 

وأنجزت مصر مشاريع قومية كبيرة أدت إلي توفير مئات الالاف من فرص العمل في المحافظات كافة ما ساهم في تراجع معدل البطالة في البلاد إلي 11.9 في المئة عام 2017 في مقابل 12.6 في المئة لعام 2016 إضافة إلي أن مصر تعكف علي الانتهاء من تنفيذ مشاريع قومية كبيرة أخري ذات عمالة كثيرة مثل العاصمة الإدارية الجديدة وأنفاق قناة السويس والطرق الجديدة ومشاريع تنموية في بعض المحافظات وتدشين مدن جديدة تجذب آلاف العمال مما سيساهم في توفير فرص العمل وعدم اللجوء للهجرة غير الشرعية. "7"

دور المؤسسات الحكومية للحد من الهجرة غير الشرعية

جاء الاهتمام بالشباب المصري لتحقيق خطة مصر للتنمية المستدامة في عام 2030 وتضافرت كل الجهود من أجل العمل علي إنهاء ظاهرة الهجرة غير الشرعية وجاءت طرق المواجهة من جانب أجهزة الدولة وقامت الدولة من خلال جهات متخصصه  بإجراء دراستين حول الهجرة غير الشرعية للشباب والأطفال في المجتمع المصري حيث أبرزت الدراستين أن 14 محافظة تُعد من المحافظات الأكثر تصديراً للمهاجرين غير الشرعيين وهي محافظات الوجه البحري الشرقية والدقهلية والقليوبية والمنوفية والغربية والبحيرة وكفر الشيخ أما محافظات الوجه القبلي فهي الفيوم وأسيوط والأقصر ومحافظات العبور هي دمياط والإسكندرية و مرسي مطروح. 

وقامت اللجنة الوطنية بإصدار أول إستراتيجية وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية تمتد علي مدار عشر سنوات وتتضمن خطة عمل أولي تمتد علي عامين 2016- 2018. وتم صياغة الإستراتيجية  علي أسس علمية دقيقة.

حملة إعلامية للتوعية

وجه رئيس مجلس الوزراء بإعداد حملة إعلامية  للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتهدف الحملة إلي توعية المواطنين بالمخاطر التي يتعرض لها الشباب خلال رحلة الهجرة. مع تسليط الضوء علي البدائل المتاحة.

 و تواجه أسر ضحايا الهجرة غير الشرعية  مآسي في حالة هلاك أبنائهم خلال هذه الرحلات وتخاطب الشباب مؤكدةً علي دورهم في توعية بعضهم البعض فضلًا عن دعوتهم إلي عدم الاستسلام لإغراءات سماسرة الهجرة مع أهمية التمسك بالأمل والاستمرار في محاولة الحصول علي فرصة عمل كريمة.

حرصت اللجنة الوطنية أن تبرز الحلول والبدائل المتاحة بدعوة مجموعة من شباب المنتجين الحاصلين علي قروض جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر لعرض منتجاتهم  وليكونوا بمثابة نموذج لغيرهم من الشباب الآملين في غدي أفضل وانضمت اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غيرالشرعية والاتجار بالبشر لحملة "aware migrant " التي أطلقتها إيطاليا وتنفذها وزارة الداخلية الإيطالية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بهدف انقاذ وتوعية الآخر بمخاطر الهجرة غير الشرعية تستهدف الحملة نشر قصص واقعية يرويها عدد من المهاجرين الذين يقومون بسرد المشكلات والمعاناة التي تعرضوا لها خلال رحلة الهجرة.

يأتي انضمام اللجنة لهذا الحملة في إطار تنشيط التعاون الإقليمي بين الجهات المعنية المتخصصة في مكافحة الهجرة غير الشرعية تعظيما لجهود رفع الوعي علي المستويين المحلي والإفريقي بمخاطر الهجرة غير الشرعية وحرصا منها علي حياة الأبرياء الذين يتعرضون للموت والاستغلال خلال محاولاتهم للوصول للقارة الأوروبية

  دور الداخلية  

ووقعت الداخلية المصرية بروتوكولاً مشتركًا مع نظيرتها الإيطالية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية بمقر وزارة الداخلية الإيطالية حيث يتم تمويل البروتوكول بتمويل "إيطالي وأوروبي". لتدريب 360 من كبار كوادر الشرطة الإفريقية من 22 جنسية علي أحدث أساليب مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة. وتم استحداث إدارات جديدة لمكافحة الجرائم المنظمة يتم من خلالها تدريب الكوادر الإفريقية علي مكافحة الجرائم في مركز بحوث الشرطة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل