تختلف سرعة دوران الأرض باختلاف خطوط العرض. عند خط الاستواء، تدور الأرض بسرعة 1600كم/س بالنسبة لمحورها. وكلما ابتعدت عن خط الاستواء، أبطأت سرعتها. ولدى وقوفك عند القطبين، تدور حول نفسك في مكانك فقط.

ومعدل دوران الأرض ليس ثابتًا. تتغير مدة دوران الأرض حول نفسها بمقدار مللي ثانية من يوم لآخر.

تقول كيمبرلي روبلي، بالمرصد البحري الأمريكي: "يعود اختلاف "طول اليوم"  إلى تفاعل معقد بين التغيرات الجوية، وحركة نواة الأرض، وحركة المد والجزر". هذه التفاعلات تسبب تغيرات في توزيع كتلة الأرض، مُغيرةً شكلها. يتغير معدل دوران الأرض بناءً على شكلها، الذي يُمكن مُلاحظته بواسطة قياسات اليومية".

تتغير سرعة دوران الأرض بتغير توزيع المياه عليها بسبب ذوبان الأنهار الجليدية، وتغير مستويات سطح البحر، وعوامل أخرى، فيما يشبه متزلجًا على الجليد يشد ذراعيه ليدور أسرع. وينطبق ذلك على التغيرات في تدفق اللب الخارجي المنصهر للأرض.

يضاف لما سبق تأثير جاذبية القمر، وحركة الصفائح التكتونية، والزلازل الكبرى.

في المرصد البحري الأمريكي، يتتبع الباحثون هذه التغيرات بدقة فائقة. والتقلبات في طول اليوم تُقاس بأجزاء من الثانية فقط، لكنها مهمة.

وتقول روبلي: "في المرصد، يتولى قسم اتجاه الأرض تحديد وتوقع محاذاة الإطار المرجعي الأرضي للأرض بالنسبة للإطار المرجعي السماوي، والذي تُعرف عادةً باسم معلمات -أو علامات -اتجاه الأرض (EOPs)."

يتم تحديث هذه المعلمات يوميًا ومشاركتها مع الوكالات حول العالم، التي تستخدمها، مثلًا، في تحديد المواقع الدقيقة للأقمار الصناعية والملاحة على سطح الأرض.

وتأتي البيانات المستخدمة لحساب معلمات اتجاه الأرض من شبكة من التلسكوبات الراديوية التي تعمل معًا. 

رغم دوران الأرض بسرعة تزيد عن 1600 كم/ساعة، فإننا لا نشعر بأي شيء. لأن دورانها سلس ومتسق بشكل ملحوظ. مثل ركاب سيارة تنطلق بسرعة ثابتة على طريق مستقيم، لولا الإشارات البصرية والمطبات، لما أدركنا أنها تسير على الإطلاق.

وتعمل الجاذبية على إبقاء أقدامنا ثابتة على الأرض. لذا، ما لم تكن تراقب النجوم أو تنتبه لموقع الشمس، فلن تلاحظ دوران الأرض.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل