خاصة وأن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان، قالوا إن الاستثمار في الإنسان يتطلب إعداد جيل واع، قادر علي مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية، وبالتالي فإن كلمة الرئيس جاءت في وقتها، فلابد من تصحيح مسار الدراما وتقديم محتويات هادفة وإعادة هيكلة اللجان المخول إليها تحديد ما هو لائق وما هو غير لائق أو منافي للآداب والهوية المصرية.

أشاد الدكتور علي كمال معبد "أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية ومدير مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة أسيوط" بما تضمنته كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية ليلة القدر. مؤكدا أن عملية إعداد جيل واع، ومتمسك بالقيم السليمة، لابد أن يتم من خلال مختلف المراحل التعليمية بدأ من الحضانة ووصولا إلي الجامعة، فالمؤسسات التعليمية لابد أن تقوم بدور فعال في ترسيخ المعتقدات القويمة ومحاربة الإسفاف وانحدار الأخلاقيات، بالإضافة إلي تسليح الأجيال بالقيم الإيجابية وتوعيتهم بهويتنا الأصيلة وغرس مشاعر الولاء والانتماء للوطن لحمايتهم من التقليد الأعمي للسلوكيات الدخيلة والانسياق وراء الثقافات الدنيئة والدراما الهابطة، مشيرا إلي ضرورة أن تساهم مختلف الجامعات في هذا الصدد.

أوضح أن مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة أسيوط يعمل بدوره علي نشر الوعي وتنظيم ندوات تثقيفية بمراكز الشباب والنوادي والمدارس والجامعات ودور رعاية الأحداث لمحاربة الأفكار المسممة والمضللة ومكافحة العنف والتطرف والأجرام والبلطجة والتنمر والانحطاط الأخلاقي، كما أكد ضرورة إعادة النظر في المحتويات المقدمة في وسائل الإعلام وضرورة تشكيل لجان للرقابة علي الدراما والبرامج لأن انتشار السلبيات والقيم المخلة والمنافية للآداب والأعراف يمثل خطورة علي أمننا القومي ويؤدي الي انتشار الجرائم والظواهر الكارثية التي تسبب تفكك المجتمع وضياع أبنائه وعدم قدرتهم علي المشاركة في مسيرة التنمية أو أي عمل إيجابي نافع.

من جانبها أثنت دكتورة سهام عزالدين جبريل خبيرة الإعلام السياسي علي حرص الرئيس السيسي علي التأكيد في كافة المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية علي ضرورة الحفاظ علي تماسك المجتمع وترسيخ القيم والأخلاقيات القويمة والحفاظ علي الهوية المصرية من الاندثار وهذا ماورد في  كلمته بمناسبة احتفالية ليلة القدر حيث أشار  إلي أهمية تجديد الخطاب الديني والتعليمي والإعلامي ليكون أكثر وعيًا ومسئولية في ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية وتماسك المجتمع، مضيفة أن هذه الدعوة تعكس إدراكًا لمدي أهمية تقويم وعي الأفراد وسلوكهم، خاصة في ظل التحديات المعاصرة، مثل التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي وانتشار المعلومات المغلوطة، كما تتجلي أهمية مواجهة الثقافات الدخيلة التي تهدد قيم المجتمع والتي تتطلب جهودا متكاملة بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، بحيث يكون الخطاب متوازنًا وفعالا.

أوضحت أن الأسرة تأتي علي رأس الجهات التي يجب أن تقوم بدور فعال في تقويم الأجيال فهي المؤسسة الأولي تكوين شخصية الأفراد، لذا يجب توعية الآباء بأهمية التربية القائمة علي القيم الأخلاقية، وتعزيز الحوار داخل الأسرة، وتعليم الأبناء احترام الآخر والانتماء لمجتمعهم. وأيضا يجب أن تقوم المؤسسات التعليمية بدور فعال ولابد من تطوير المناهج الدراسية بحيث تشمل مواد تُعني بالقيم الأخلاقية، والتفكير النقدي، والتسامح، والانتماء الوطني، مع تعزيز الأنشطة التي تشجع علي العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية، وكذلك فإن المؤسسات الدينية لابد أن تساهم في تجديد الخطاب الديني ليكون أكثر انسجامًا مع متطلبات العصر، وتعزيز قيم الرحمة والتسامح والاعتدال، ومواجهة الأفكار المتطرفة.

 أضافت أن وسائل الإعلام  أيضا يجب أن تعمل علي نشر القيم الإيجابية، من خلال تقديم محتوي هادف يعزز الأخلاق ويحارب الشائعات والمعلومات المغلوطة، وأيضا مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمؤسسات الثقافية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في توعية الشباب، وتنظيم حملات لنشر القيم الأخلاقية والهوية الوطنية من خلال المبادرات المجتمعية، ومن جانب آخر يجب أن يكون هناك دعم قانوني لحماية القيم المجتمعية، مثل محاربة المحتوي الإعلامي الهابط. وتعزيز الشفافية والمحاسبة في المؤسسات المختلفة، ومن خلال التنسيق بين هذه المؤسسات، يمكن بناء مجتمع متماسك يحترم هويته وقيمه الأخلاقية ويعزز قيم المحبة والسلام وقبول الآخر، مع الحفاظ علي الانفتاح والتطور لمواكبة متغيرات العصر.

من زاوية ثالثة أشادت النائبة هند رشاد "أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب" بتأكيد الرئيس السيسي علي أهمية توجيه خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واع يرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية ويصحح الأفكار المغلوطة، خاصة وأن وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان، وأن الاستثمار في الإنسان يتطلب إعداد جيل واع، مستنير، قادر علي مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة، وبالتالي فإن كلمة الرئيس جاءت في وقتها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل