ويعد الشاي والقهوة من أكثر المشروبات شيوعا في العالم. وأظهرت دراسات عدة آثارا صحية إيجابية وسلبية لاستهلاك الشاي أو القهوة، والتي يمكن أن تعزى إلى المركبات العديدة الموجودة في هذه المشروبات، بينها الكافيين.

وأظهرت الدراسات حول التطور العصبي للأطفال نتائج متضاربة. وبينما أشار بعضها إلى وجود ارتباط بين استهلاك الأمهات للكافيين وانخفاض القدرات الإدراكية، أفادت دراسات أخرى بعدم وجود تأثير كبير على التطور العصبي للأطفال.

وفي الدراسة الحديثة، استكشف باحثو جامعة أنهوي الطبية الارتباطات بين استهلاك الشاي أو القهوة أثناء الحمل والتطور الإدراكي للأطفال.

وأجريت الدراسة على 1423 زوجا من الأمهات والأطفال من الفوج الوطني الصيني للمواليد (CNBC). وطلب من الأمهات تقديم معلومات عن استهلاكهن للشاي والقهوة خلال الثلث الأول والثاني والثالث من الحمل. وتم استخدام مقياس تقييم الإدراك الشائع لتحديد الوظائف الإدراكية لدى الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و42 شهرا.

وكشفت التحليلات الإحصائية أن استهلاك الشاي في الثلث الثاني من الحمل يرتبط بشكل كبير بتحسن الوظائف الإدراكية والمهارات الحركية الدقيقة لدى الرضع بعمر 36 شهرا. من ناحية أخرى، ارتبط استهلاك الشاي في الثلث الثالث من الحمل بتحسن الوظائف الإدراكية والمهارات الحركية العامة لدى الرضع.

ووجدت النتائج أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات استهلكن الشاي طوال فترة الحمل حصلوا على أعلى الدرجات في الإدراك والمهارات الحركية الدقيقة والعامة مقارنة بأولئك الذين استهلكت أمهاتهم الشاي في ثلث واحد فقط.

وعلى عكس التأثير القوي لاستهلاك الشاي، لم تجد الدراسة أي ارتباط كبير بين استهلاك القهوة أثناء الحمل والتطور الإدراكي للرضع. ولوحظ هذا الافتقار إلى الارتباط على الرغم من أن القهوة تحتوي عادة على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالشاي، ما يشير إلى أن عوامل أخرى غير محتوى الكافيين قد تؤثر على التطور العصبي.

وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث المستقبلية ذات عينات أكبر وتجارب مضبوطة لتأكيد هذه النتائج واستكشاف الآليات البيولوجية الكامنة وراء الارتباطات الملاحظة.

ويوصي الخبراء النساء الحوامل بضرورة الاعتدال في استهلاك الكافيين، مع الالتزام بالتوصيات التي تحدد الحد الأقصى بـ 200 ملج يوميا.

نقلا عن روسيا اليوم

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل